صحة

الشيخة موزا تفتتح أول جناح لزراعة الخلايا الجذعية للأطفال في سدرة للطب

افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جناح زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال في مستشفى سدرة للطب – أحد أعضاء مؤسسة قطر – والمخصص لعلاج الأطفال المصابين بأمراض الدم والاضطرابات المناعية والوراثية.

وخلال الافتتاح، قامت صاحبة السمو بجولة تفقدية في مرافق الجناح، واطلعت على آليات العمل وتحدثت مع الفرق السريرية، حيث تم استعراض دور البرنامج في تطوير الرعاية الصحية والعلاج بالخلايا الجذعية والعلاج الجيني للأطفال في قطر والمنطقة.

رافق صاحبة السمو خلال الجولة وزير الصحة العامة سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود، وعدد من أعضاء مجلس إدارة سدرة للطب، إلى جانب الدكتورة إيابو تينوبو كارتش، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة، والبروفيسور إبراهيم جناحي، الرئيس الطبي.

خطوة استراتيجية في رعاية الأطفال

يمثل افتتاح الجناح خطوة مهمة ضمن برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب، والذي يستهدف توفير علاجات متقدمة ومنقذة للحياة للأطفال المصابين بأمراض خطيرة مثل سرطان الدم، اللمفوما، الثلاسيميا، فقر الدم المنجلي، ونقص المناعة والاضطرابات الاستقلابية.

وتُعرف عملية زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، أو زراعة نخاع العظم، بأنها إجراء يتم فيه استبدال نخاع العظم التالف أو المريض بخلايا جذعية سليمة، سواء من المريض نفسه أو من متبرع متطابق.

بنية متقدمة ومعايير عالمية

صُمم الجناح الجديد ليتناسب مع احتياجات الأطفال دون سن 18 عامًا، ويتضمن قسمين رئيسيين: الأول مخصص للأطفال الذين يخضعون لعمليات زراعة الخلايا الجذعية، والثاني للأطفال المصابين بأمراض دموية وأورام معقدة تتطلب علاجات كيميائية مكثفة ورعاية داخلية.

يضم الجناح 20 سريرًا في مرحلته الأولى، ويتميز بتجهيزات طبية متقدمة تشمل غرف عزل بمعايير دولية صارمة لمكافحة العدوى. ومن المقرر أن يبدأ استقبال المرضى لإجراء عمليات الزراعة الذاتية في نهاية يونيو/حزيران، مع التحضير لتوفير الرعاية لمرضى الزراعة من متبرعين في المرحلة التالية.

الريادة في العلاج الجيني والخلوي

من جانبها، أكدت الدكتورة إيابو تينوبو كارتش، الرئيسة التنفيذية لسدرة للطب، أن الجناح الجديد يُعد أول مركز من نوعه في قطر، وسيؤدي دورًا محوريًا في تقليل الحاجة للعلاج في الخارج، وترسيخ مكانة الدولة كمركز إقليمي للعلاجات المتقدمة، بما يشمل العلاج الخلوي والجيني.

وأضافت أن المشروع يأتي في إطار جهود سدرة للطب لتوفير رعاية متقدمة ومستدامة للأطفال، بالقرب من عائلاتهم، مع الحفاظ على أعلى مستويات الجودة الطبية.

بدوره، شدد البروفيسور إبراهيم جناحي، الرئيس الطبي للمؤسسة، على أهمية افتتاح هذا الجناح بوصفه جزءًا من دعم رؤية قطر الوطنية 2030، لافتًا إلى أنه يعكس التوجه نحو اقتصاد معرفي قائم على التميز في الطب الدقيق والتجديدي.

منصة بحثية لعلاجات الغد

ويُعد برنامج زراعة الخلايا الجذعية في سدرة للطب ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية الطب الدقيق، إذ يدمج بين الرعاية السريرية والبحث العلمي، ويعمل على دعم الأبحاث الجينومية في أمراض المناعة الذاتية والأمراض الوراثية النادرة لدى الأطفال.

وقد أكد الدكتور أيمن صالح، رئيس قسم أمراض الدم والأورام للأطفال، أن البرنامج يشكل منصة متعددة التخصصات تقدم رعاية شاملة، مشيرًا إلى نجاح سدرة في إجراء أربع عمليات زراعة ذاتية حتى الآن، والاستعداد لتوسيع النطاق قريبًا ليشمل الزراعة من متبرعين.

ويشرف على البرنامج مركز العلاج الخلوي المتقدم، المسؤول عن معالجة وحفظ الخلايا الجذعية وفقًا لأعلى معايير الجودة (ممارسات التصنيع الجيدة)، كما يسهم في تجهيز سدرة للطب لتقديم علاج “كاسجيفي” (Casgevy)، وهو أحد أحدث العلاجات الجينية لمرضى الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي.

بهذا المشروع الريادي، تواصل مؤسسة قطر وسدرة للطب دعم الابتكار الطبي وتعزيز إمكانات الرعاية الصحية المتخصصة، بما يضع قطر في مصاف الدول الرائدة في الطب المتقدم وعلاج الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى