رأي آخر

عندما تصبح تسديدات الرئيس خارج الشبكة!

بقلم: محمد عبدالرحمن عبدالله
كاتب صحفي

في كرة القدم، يُقيَّم المهاجم بعدد الأهداف لا عدد التسديدات.
وفي السياسة، يُقاس القائد بنتائج قراراته لا بكثرة وعوده أو تحركاته.
لكن في الواقع الموريتاني، يبدو أن الرئيس يُكثف التسديد… لكن خارج مرمى الشعب دائمًا.

قرارات كثيرة… لكن بلا أثر ملموس

منذ تسلمه السلطة، أعلن الرئيس مشاريع ضخمة، وخططًا طموحة، وهيئات جديدة، ومجالس استشارية، واستراتيجيات وطنية في كل مجال.
لكن، ماذا تحقق منها فعليًا؟

البطالة ما زالت مرتفعة،

الخدمات تزداد تدهورًا،

الفساد مستمر دون رادع،

والشعب ينتظر “هدفًا واحدًا” يغير حياته… دون جدوى.

غياب الرؤية… أم خلل في التنفيذ؟

التسديدات المتتالية دون أهداف توحي بأن هناك خللًا جوهريًا:

إمّا أن الرئيس لا يملك رؤية واضحة،

أو أن فريقه الحكومي عاجز عن تحويل التعليمات إلى نتائج،

أو أن الفساد يستنزف كل محاولة إصلاح قبل أن تصل إلى الميدان.

وفي كل الحالات، تظل النتيجة واحدة: أداء فني بلا فعالية سياسية.

القرارات الاستعراضية لا تصنع التغيير

مشكلة بعض القادة أنهم يظنون أن كثرة القرارات تُثبت الجدية.
لكن الحقيقة أن المواطن لا يُقنعه كثرة الكلام ولا تنقلات المسؤولين، بل يسأل عن:

الكهرباء،

الماء،

الأسعار،

الوظيفة،

الصحة،

والعدالة.

وكلها ملفات يبدو أن “الكرة” فيها ما زالت خارج الشبكة.

الرئيس ليس بحاجة إلى تسديدات استعراضية… بل إلى هدف واضح واستراتيجية دقيقة وتنفيذ صارم.
فالشعب تعب من متابعة مباراة من طرف واحد، لا يسمع فيها سوى التصريحات… ولا يرى فيها أي نتيجة.

إنقاذ الثقة يبدأ عندما يُسجَّل أول هدف حقيقي:
إقالة المفسدين، محاسبة المقصرين، وتحقيق تغيير يلمسه المواطن البسيط.

زر الذهاب إلى الأعلى