إيبيليموماب: علاج مناعي واعد لمرض التليف الرئوي يُعيد تنشيط قدرة الرئة على التعافي

كشف باحثون عن أن استخدام دواء إيبيليموماب (Ipilimumab)، أحد العلاجات المناعية المستخدمة في علاج مرضى السرطان، قد يمثل خطوة جديدة ومهمة في علاج التليف الرئوي. حيث يساهم الدواء في إزالة الخلايا التالفة المسببة لندبات الأنسجة الرئوية المتصلبة، مما قد يساعد الرئة على استعادة وظيفتها الطبيعية.
وأجرى هذه الدراسة فريق من العلماء في جامعة تولين بولاية لويزيانا الأميركية، ونُشرت نتائجها في دورية كلينيكال إنفيستيغيشن (Clinical Investigation)، وقد تناولها موقع “يورك أليرت”.
التليف الرئوي وآلية المرض
في الجسم السليم، تلعب خلايا متخصصة تعرف باسم الخلايا الليفية (Fibroblasts) دورًا حيويًا في ترميم الأنسجة الرئوية. ولكن في حالة التليف الرئوي، تتوقف هذه الخلايا، بالإضافة إلى خلايا أخرى، عن العمل الطبيعي، وتتحول إلى ما يعرف بالخلايا الهرمة.
هذه الخلايا لا تموت ولا تنقسم كالمعتاد، بل تتراكم في الأنسجة مسببة تصلبًا وندبات تقلل من كفاءة الرئة. ويرجع الباحثون السبب إلى ضعف قدرة الجهاز المناعي على إزالة هذه الخلايا الهرمة.
ووجد الباحثون أن بروتينًا يُسمى “سي تي إل إيه 4” (CTLA4) يلعب دورًا رئيسيًا في كبح نشاط الجهاز المناعي، حيث يعمل كـ “مكابح الطوارئ” التي توقف عمل الخلايا التائية المكلفة بإزالة الخلايا الهرمة. في الظروف الطبيعية، يحمي هذا البروتين الجسم من الالتهابات المفرطة التي قد تضر الأنسجة، لكنه في حالة التليف الرئوي يؤدي إلى تراكم الخلايا الهرمة بسبب تثبيطه الطويل لأداء الجهاز المناعي.
فعالية إيبيليموماب
أظهرت التجارب على الفئران أن عقار إيبيليموماب قادر على حجب بروتين CTLA4، مما يعيد تفعيل الخلايا التائية ويعزز قدرتها على التخلص من الخلايا الهرمة. هذا بدوره ساهم في تحسين تعافي الأنسجة الرئوية وتقليل ندباتها.
التليف الرئوي مرض قاتل لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نصف المرضى يموتون خلال ثلاث سنوات من التشخيص. وتتركز العلاجات الحالية على إبطاء تقدم المرض فقط، دون إمكانية إيقافه أو عكس آثاره، مع العلم أن المرض يتطور سريعًا ويؤدي إلى تندب في أنسجة الرئة مما يصعّب عملية التنفس.