ثقافة

300 كاتب فرنسي، بينهم حائزا نوبل، يصفون ما يجري في غزة بـ”الإبادة الجماعية” ويدعون لوقف فوري لإطلاق النار

باريس – في موقف أدبي وسياسي لافت، أدان نحو 300 كاتب فرنسي، بينهم اثنان من حائزي جائزة نوبل للأدب، ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وفرض عقوبات على إسرائيل.

وجاء في المقال، الذي نشرته صحيفة ليبراسيون الفرنسية أمس الثلاثاء، أن “الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يجب أن توصف بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما ينبغي اليوم تسمية ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية”، وهو توصيف يحمل دلالات قانونية خطيرة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.

وكتب الموقعون: “لم يعد يكفي أن نصف ما يحدث بالرعب، بل يجب تسميته بما هو عليه: إبادة جماعية”.

وشدد المقال على ضرورة اتخاذ موقف حازم، مطالبًا بـ”فرض عقوبات على دولة إسرائيل، ووقف فوري لإطلاق النار يضمن الأمن والعدالة للفلسطينيين، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وآلاف المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين تعسفيًا في السجون الإسرائيلية، ووقف فوري لهذه الإبادة الجماعية”، بحسب تعبيرهم.

توقيعات أدبية وازنة

من أبرز الموقعين على المقال الكاتبة آني إرنو، الحائزة جائزة نوبل للآداب عام 2022، والمعروفة بدفاعها المستمر عن القضية الفلسطينية، والكاتب جان ماري غوستاف لوكليزيو، الحائز الجائزة نفسها عام 2008، والذي طالما ركزت أعماله على قضايا حقوق الإنسان، والهجرة، والتعدد الثقافي.

كما وقع على البيان عدد من الفائزين بجائزة غونكور المرموقة، أبرزهم:

  • إيرفيه لو تيلييه (جائزة غونكور 2020 عن رواية اللانمطية)
  • جيروم فيراري (جائزة غونكور 2012)
  • لوران غوديه (جائزة غونكور 2004 عن رواية شمس آل سكورتا)
  • بريجيت جيرو، ليلى سليماني، ليدي سالفير، محمد مبوغار سار (من أصل سنغالي)، نيكولا ماتيو، وإيريك فويار.

وأكد الموقعون أن “هذا الوصف ليس شعارًا عاطفيًا، بل توصيف قانوني يستند إلى تصريحات علنية صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تعكس نيات إبادة واضحة”.

إجماع حقوقي متزايد

وأشار البيان إلى أن استخدام مصطلح “إبادة جماعية” لم يعد موضع خلاف بين المنظمات الحقوقية الدولية، مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشددًا على “المسؤولية الجماعية للمثقفين في اتخاذ موقف واضح ضد جريمة العصر”.

وأثار المقال ردود فعل واسعة داخل الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. ففي حين رحب به عدد كبير من المثقفين والحقوقيين، رأى آخرون أن استخدام مصطلح “إبادة جماعية” يكتسي طابعًا سياسيًا حادًا ويستوجب تدقيقًا قانونيًا دقيقًا نظرًا لما يترتب عليه من تبعات.

دعم عالمي متزايد

وفي سياق متصل، انضم أكثر من 380 كاتبًا وفنانًا عالميًا إلى بيان مماثل نُشر في صحيفة الغارديان البريطانية، من أبرزهم زادي سميث، إيان ماك إيوان، وإليف شافاق، وصفوا فيه ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية”، مطالبين بوقف إطلاق النار بشكل فوري، وتقديم مساعدات إنسانية غير مشروطة.

زر الذهاب إلى الأعلى