ثقافة

موريتانيا والفرص الضائعة!


تعد موريتانيا من الدول الأفريقية الغنية بالمواد الطبيعية،فهي تمتلك ثروات معدنية ضخمة كالحديد والنحاس والذهب ،فضلا عن ثروات حيوانية هائلة وثروة سمكية تعد من الأهم علي الساحل الأطلسي ،بالاضافة الي احتياطيات واعدة من الغاز الطبيعي والفوسفات ،واراضي زراعية خصبة لم تستغل بعد بالشكل الكافي .
ورغم هذا الزخم من الموارد فإن البلاد مازالت تعاني من معدلات فقر وبطالة مرتفعة ،وتاخر فى البني التحتية والتعليم والخدمات الأساسية.
السبب الأساسي لهذا الوضع لايكمن فى ندرة الإمكانيات ،بل فى سوء استغلالها ،وغياب رؤية استراتيجية وطنيةمدروسة تعلي من قيمة العلم وتعزز من دور الكفاءات الوطنية.
فموريتانيا،وعلي مدي عقود ،عجزت عن تكوين نخبة علمية وتقنية قادرة علي إدارة مواردها واستثمارها ،ذلك بسبب اختلال منظومتها التعليمية،وافتقارها الي برامج تعليمية حديثة مرتبطة بسوق العمل ،خاصة فى المجالات التقنية والعلمية.
لقد فشلت الأنظمة المتعاقبة في ترجمة إمكانيات البلاد الي تنمية شاملة ،وانشغلت بصراعات سياسية ضيقة ومصالح نخبوية،محدودة ،بينما ظل المواطن البسيط يعاني من التهميش والفقر وضعف فرص العمل وفي الوقت الذي حققت فيه دول شقيقة انجازات كبيرة فى استغلال مواردها الطبيعية بقيت موريتانيا حبيسة دور المورد الخام دون قيمة مضافة حقيقية .
أن الأمل لا يزال قائما ،اذ يمكن لموريتانيا ،من خلال التعاون والتنسيق مع دول شقيقة تمتلك خبرات وتجارب ناجحة فى إدارة الموارد الطبيعية أن تستعيد زمام المبادرة ،وتبدا مسارا جديدا نحو النهضة الاقتصادية،لكن ذلك يتطلب إدارة سياسية حقيقية ،واصلاحا عميقا لمنظومة التعليم ،ودعما للكفاءات الشابة ،واستثمارافى البحث العلمي والتكوين المهني .
موريتانيا لا تفتقر الي الثروات ،بل الي العقول التي تحسن استغلالها والرؤية التي تجعل من هذه الموارد رافعة للتنمية ،لا مجرد ارقام فى تقارير دولية ،واذا ما تم استدراك هذه النواقص ،فقد تشهد البلاد تحولا قيقيا يجعلها تحتل كانتها التي تستحقها بين الدول الصاعدة اقتصاديا .

حمادي ولد سيدي محمد آباتي

زر الذهاب إلى الأعلى