صحة

دراسة حديثة تكشف دور الالتهابات والشيخوخة في تحوّل أنسجة الكبد السليمة إلى خلايا سرطانية

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة هيروشيما ومستشفيي محافظة وجامعة هيروشيما في اليابان، عن وجود علاقة وثيقة بين التغيرات الجزيئية في أنسجة الكبد السليمة وتطور سرطان الكبد. وأظهرت النتائج أن كلًا من الالتهاب الكبدي المزمن وعوامل الشيخوخة يساهمان بشكل جوهري في تحوّل الأنسجة السليمة إلى خلايا سرطانية.

وقد أُجريت الدراسة في فبراير/شباط الماضي، ونُشرت نتائجها في مجلة Journal of Proteome Research. كما تم استعراض أبرز ما توصلت إليه خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID 2025) الذي انعقد في أبريل/نيسان بالعاصمة النمساوية فيينا، وغطى موقع EurekAlert تفاصيلها.

تحليل شامل للجينات والعمليات الأيضية

شملت الدراسة عينة مكوّنة من 504 مرضى في أحد المراكز الطبية بجمهورية بنين في غرب أفريقيا، حيث تبيّن أن 38% من المشاركين كانوا مصابين بسرطان الكبد. واعتمد الفريق البحثي على تقنيات متقدمة لتحليل الجينات والميتابولوم (المنتجات الناتجة عن العمليات الكيميائية الحيوية في الجسم)، لمقارنة عينات من أنسجة كبد سليمة وأخرى مصابة.

وقد مكّن هذا التحليل المعمق الباحثين من تتبع مسارات حيوية محددة قد تسهم في تطور سرطان الخلايا الكبدية، ما أسهم في تحديد أهداف علاجية محتملة للوقاية من هذا النوع من السرطان.

وأظهرت النتائج بوضوح أن الالتهابات المزمنة والتغيرات الأيضية المرتبطة بالتقدم في العمر تؤدي إلى اضطراب في التوازن الكيميائي داخل أنسجة الكبد، وهو ما يُعد عاملاً محفزًا لنمو الخلايا السرطانية.

نحو علاجات مخصصة تستند إلى البصمة الجزيئية

في تعليقه على نتائج الدراسة، قال الدكتور أتسوشي أونو، أحد الباحثين المشاركين:
“تسلّط هذه النتائج الضوء على أهمية تطوير علاجات تستهدف الأسباب الجزيئية الكامنة وراء سرطان الكبد. نأمل أن يتمكن الأطباء مستقبلاً من تصميم خطط علاجية مخصصة بناءً على التغيرات البيولوجية لكل مريض، سواء من خلال مكافحة الالتهاب المزمن أو عبر إعادة التوازن لعمليات الأيض المتأثرة بالشيخوخة.”

الشاي الأخضر كعلاج وقائي محتمل

وفي سياق متصل، كانت دراسات سابقة قد أشارت إلى فعالية الشاي الأخضر في تقليل الالتهابات والحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، ويُعزى ذلك إلى احتوائه على مركب “إيبيغالوكاتشين غاليت” (Epigallocatechin gallate)، الذي يساعد في كبح التعبير المفرط للجزيئات الالتهابية. وقد يفتح هذا المركب الباب أمام إمكانية اعتماده كعلاج مساعد في الوقاية من سرطان الكبد، ضمن مقاربات طبية شمولية تستند إلى الوقاية المبكرة والعلاج المخصص.

زر الذهاب إلى الأعلى