أوبن إيه آي تطلق نماذج استدلال جديدة تدعم تحليل الصور بسرعة ودقة مع تحديات تتعلق بالخصوصية

أعلنت شركة “أوبن إيه آي” عن إطلاق نموذجين استدلال جديدين، هما “أو3” (O3)، الذي تصفه الشركة بأنه أقوى نموذج استدلال تمتلكه حتى الآن، ونموذج “أو4-ميني” (o4-mini)، وهو نموذج أصغر حجماً وأسرع، لكنه يحقق أداءً استثنائياً مقارنة بحجمه وتكلفته، حسبما أفاد موقع “ذا فيرج”.
وأوضحت الشركة أن كلا النموذجين الجديدين يتمتعان بقدرة فريدة على “التفكير” باستخدام الصور، حيث يمكن للمستخدمين رفع الصور ليقوم نموذج الاستدلال بفهمها والرد عليها بدقة، وهو أمر مفيد بشكل خاص لمن يرغبون في تفسير صورة معينة دون القدرة على وصفها لفظياً لروبوتات الذكاء الاصطناعي. كما أكدت “أوبن إيه آي” أن النماذج ستتمكن من تعديل الصور، مثل تكبيرها وتدويرها، إضافة إلى تحليل الصور الضبابية والمشوهة ضمن عملية الاستدلال.
على صعيد آخر، أعلنت الشركة أن نماذج الاستدلال الجديدة ستدعم جميع أدوات “شات جي بي تي”، بما في ذلك تصفح الويب وإنشاء الصور، وستكون هذه الأدوات متاحة اليوم لمشتركي خطط “بلس” و”برو” و”تيم” ضمن إصدارات “أو4-ميني”، و”أو3″، و”أو4-ميني-هاي”.
وبيّنت “أوبن إيه آي” أن نموذج “أو3” صُمم خصيصاً لتعزيز الأداء في مجالات الرياضيات والبرمجة والعلوم وفهم الصور، في حين يركز نموذج “أو4-ميني” على السرعة وتقليل التكلفة.
وشددت الشركة على أن كلا النموذجين خضعا لاختبارات مكثفة وفقاً لأعلى معايير السلامة، وتم دمجهما في إطار عمل التأهب المحدث الخاص بها، لا سيما في ظل الانتقادات الأخيرة المتعلقة بتغييرات إجراءات السلامة، حيث أكدت “أوبن إيه آي” هذا الأسبوع على حقها في تعديل متطلبات السلامة حال إصدار مطوري ذكاء اصطناعي آخرين أنظمة عالية المخاطر دون توفير ضمانات مماثلة.
وتأتي هذه النماذج الجديدة كجزء من استراتيجية “أوبن إيه آي” لمواجهة المنافسة الشرسة من شركات مثل غوغل، ميتا، “إكس” و”ديب سيك” في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. ورغم أن “أوبن إيه آي” كانت السبّاقة بإطلاق نموذج الاستدلال الأول “أو1” (O1)، إلا أن المنافسين سرعان ما طرحوا نماذج تضاهي أو تتفوق على أدواتها التي تعتبر مكلفة نسبياً.
ومن جانب آخر، أثار مجتمع مستخدمي “أوبن إيه آي” موجة من السخرية حول أسماء نماذج الذكاء الاصطناعي، ما دفع الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى التعليق على الموضوع عبر منصة “إكس”، قائلاً: “ماذا لو أصلحنا تسمية نموذجنا بحلول الصيف المقبل، ونترك للجميع بضعة أشهر أخرى للسخرية منا (وهو ما نستحقه بشدة)؟”.
كما سرعان ما اكتشف المستخدمون قدرة نماذج “أوبن إيه آي” على تحديد المواقع بدقة مذهلة، حيث شاركوا تجاربهم على منصة “إكس” بتطبيق نموذج “أو3” لتحديد المدن والمعالم والمطاعم والمقاهي من خلال إشارات بصرية دقيقة. كما جرب البعض استخدام النموذج كلعبة “جيوغاسر” (GeoGuessr) الإلكترونية لتخمين المواقع، ولاحظوا استجابته الدقيقة.
ومع ذلك، تثير هذه القدرات مخاوف جدية تتعلق بخصوصية المستخدمين، إذ يمكن مثلاً استخدام صورة مأخوذة من حساب شخصي على إنستغرام لاستنتاج مكان تواجده، مما قد يؤدي إلى تعرضه للابتزاز أو التشهير. ويبدو أن شركة “أوبن إيه آي” لم تتطرق بشكل كافٍ إلى هذه المخاطر في تقرير السلامة الخاص بنماذج “أو3″ و”أو4-ميني”.