المخدرات.. معركة وجودية تتطلب وحدة الجبهة الداخلية!

شيخنا حجبو/ بتصرف
باتت المخدرات اليوم أكثر من مجرد تهديد خارجي؛ إنها حرب صامتة تستهدف صميم الدولة والمجتمع، وتُدار بأدوات خبيثة تتخفى بين أزقة الأحياء، وتمر عبر أبواب المدارس، وتتنكر في صورة باعة متجولين وسائقي دراجات نارية.
ما أعلنته مؤخراً فرقة الدرك الوطني من إحباط لعمليات تهريب واسعة وضبط كميات مهولة من الحبوب المهلوسة، يعكس مدى تغلغل شبكات الجريمة المنظمة، ويؤكد أننا أمام عدو متطور لا يكتفي بنشر السموم، بل يسعى للتسلل إلى بعض مؤسسات الدولة إن تُرك دون ردع.
لقد أصبحنا أمام واقع يستوجب دق ناقوس الخطر. المدارس – وهي محاضن الطفولة وأمل المستقبل – باتت هدفاً مباشراً لهذه العصابات، في محاولة لاغتيال العقول في مهدها. ومن هنا، فإن الوعي الشعبي يجب أن يتحول إلى حائط صد جماعي، يحمي المجتمع من الانهيار الأخلاقي والوجودي.
لا يمكن للدولة وحدها أن تخوض هذه المعركة المصيرية، وإن كانت قد أظهرت فعالية لافتة في استراتيجياتها الأمنية الصارمة. فالتكثيف المعلوماتي، والتحركات الاستباقية، والضغط المتواصل قد أدت إلى ارتباك ملحوظ في صفوف العصابات، ودفعت ببعضها إلى أخطاء فادحة كشفت عن مخابئ ومخططات نوعية.
لكن النصر الكامل لن يُكتب إلا بتلاحم وطني شامل. المعركة ضد المخدرات هي مسؤولية كل بيت، وكل معلم، وكل إمام، وكل إعلامي. إنها معركة بقاء تتطلب أن تتحول كل مؤسسة وكل فرد إلى جزء من منظومة المقاومة.
نحن واثقون أن الدولة قادرة على كسب هذا التحدي، بما تملكه من عزيمة ورؤية واضحة. غير أن الرهان الحقيقي هو في مدى قدرة المجتمع على التحرك، والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا الخطر الداهم، دفاعاً عن الوطن ومستقبل أجياله.