ماكدونالدز تسجل تراجعاً مفاجئاً في مبيعاتها العالمية وسط ضغوط اقتصادية وتراجع ثقة المستهلكين

سجلت شركة ماكدونالدز انخفاضاً غير متوقع في مبيعاتها العالمية خلال الربع الأول من العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في ظل تراجع الطلب من قبل الزبائن في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا، نتيجة الضغوط الاقتصادية وحالة عدم اليقين الناتجة عن السياسات الجمركية المتقلبة.
وقال كريس كيمبنسكي، الرئيس التنفيذي لأكبر سلسلة مطاعم للوجبات السريعة في العالم، إن الشركة تواجه “أصعب ظروف السوق على الإطلاق”، مشيراً إلى انخفاض ملحوظ في إقبال العملاء من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، مقارنة بالعام الماضي.
وتتسق نتائج ماكدونالدز مع تحذيرات مماثلة من شركات مثل “دومينوز بيتزا” و”ستاربكس”، التي أشارت إلى تراجع إنفاق المستهلكين الأميركيين على تناول الطعام خارج المنزل، بسبب التضخم وغياب التفاؤل بشأن التوقعات الاقتصادية، وهو ما ألقى بظلاله على ثقة المستهلك.
وتواجه ماكدونالدز ضغوطاً إضافية بفعل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي ساهمت في رفع التكاليف وتعطيل سلاسل الإمداد، ما زاد من الأعباء المالية على المستهلكين والشركات على حد سواء.
وفي مؤشر مقلق للاقتصاد الأميركي، أظهرت البيانات الأخيرة انكماشاً في الاقتصاد خلال الربع الأول للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، ما يعزز المخاوف من دخول البلاد في ركود اقتصادي محتمل خلال عام 2025.
وقال المحلل سكاي كانافيس من شركة “إي.ماركتر” إن “المستهلكين الأقل دخلاً هم الأكثر تأثراً بتداعيات التضخم، ومن أولى الأمور التي يقلصون إنفاقهم عليها هي تناول الطعام خارج المنزل”.
وبالرغم من الحملات الترويجية وعروض الخصومات التي قدمتها ماكدونالدز، تراجعت مبيعاتها العالمية بنسبة 1% على أساس سنوي، على عكس توقعات المحللين الذين رجّحوا ارتفاعاً بنسبة 0.95%.
وفي الولايات المتحدة، التي تعد السوق الأكبر للشركة، انخفضت المبيعات بنسبة 3.6%، وهو التراجع الأكبر منذ جائحة كورونا في عام 2020.
كما أظهرت البيانات انخفاضاً في الطلب بمنطقة الشرق الأوسط، في ظل دعوات شعبية لمقاطعة سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الغربية، بسبب اتهامات بدعمها لإسرائيل في حربها الجارية على قطاع غزة.
وتراجع سهم ماكدونالدز بنسبة 2% في التداولات المبكرة، رغم أنه كان قد سجل ارتفاعاً بنسبة تقارب 10% منذ بداية العام.