وزيرة التجارة والسياحة تطلق من أطار موسم السياحة الداخلية “الكيطنة” تحت شعار “وطني وجهتي”

أشرفت معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، مساء أمس في مدينة أطار، إلى جانب معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، ووالي ولاية آدرار، السيد عبد الله ولد محمد محمود، على إطلاق موسم السياحة الداخلية (الكيطنة) للعام الجاري، تحت شعار: “وطني وجهتي”.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أوضحت معالي الوزيرة أن هذا الشعار يعكس رؤية عميقة تترجم التزاماً وطنياً صادقاً، وتوجيهاً استراتيجياً يرسم الطريق للأجيال القادمة، لترسيخ مكانة الوطن في صدارة اختياراتنا اليومية.
وأكدت أن هذا الحدث يمثل تجسيداً عملياً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي دعا المواطنين إلى اكتشاف ثروات البلاد الطبيعية، واستلهام قيم الانتماء من تراثها العريق وموروثها الثقافي المتنوع، في إطار تعزيز الحس الوطني والمشاركة الفاعلة في التنمية.
وأضافت معالي الوزيرة أن قطاعها يعمل على تنفيذ خطة طموحة لجعل السياحة الداخلية إحدى دعامات الاقتصاد الوطني، وأداة لترسيخ الوحدة وتعزيز التماسك الاجتماعي. وشددت على أن مقدرات الوطن الطبيعية والثقافية ليست حكراً على السياح الأجانب، بل هي في الأساس حق مشروع لكل مواطن.
وأعلنت الوزيرة عن برنامج متكامل لمواسم سياحية مستقبلية تشمل إطلاق موسم الخريف من مدينة لعيون، وموسم الشواطئ من نواذيبو، وموسم ثقافة الضفة من كيهيدي، بما يعزز الاستمرارية والشمولية في تنشيط السياحة الداخلية.
كما استعرضت سلسلة من التدابير المتخذة لضمان راحة وسلامة الزوار، من ضمنها تحسين الخدمات الفندقية، وتعزيز جودة المرافق، والتفتيش الدوري لضمان التزامها بالمعايير الصحية، بالإضافة إلى حملات ترويجية عبر منصة تفاعلية وتطبيق (البواه)، وتشجيع السياحة العائلية عبر إنشاء فضاءات ترفيهية للأطفال والعائلات.
وأشارت إلى مساهمة عدة قطاعات حكومية في إنجاح الموسم، من خلال تنظيم أنشطة رياضية وثقافية ومخيمات شبابية، وتوسيع التغطية بشبكات الاتصال، وتحسين البنية التحتية الكهربائية والصحية والنقلية، وتوفير نقاط بيع آمنة للمنتجات الغذائية والمواشي.
وأكدت معالي الوزيرة أن وزارة الثقافة أعدت برنامجاً ثقافياً غنياً يعكس تنوع التراث الوطني، ليكون ضمن أبرز مكونات الموسم السياحي، ويسهم في إثراء التجربة السياحية للمواطن.
وفي كلمته، عبّر رئيس المجلس الجهوي لآدرار، السيد محمد ولد اشريف ولد عبد الله، عن شكره وتقديره لفخامة رئيس الجمهورية على دعمه المتواصل لتنمية السياحة الداخلية، مشيراً إلى ما تزخر به الولاية من مؤهلات طبيعية وثقافية فريدة قادرة على جعلها وجهة سياحية بامتياز إذا ما تكاتفت الجهود وتوفرت الاستراتيجية المناسبة.
من جانبه، ثمّن رئيس رابطة عمد آدرار، السيد محمد ولد اعل ولد شينون، أهمية هذه المبادرة، مؤكداً دورها في تعزيز السياحة الداخلية، وإبراز تراث الولاية، وتوفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات.
وعبّر عمدة بلدية أطار، السيد إبراهيم ولد أبدبه، عن فخره باحتضان المدينة لهذا الحدث الوطني، مشيداً بالثقة الكبيرة التي أولاها رئيس الجمهورية للولاية، ومؤكداً أن ذلك يعكس الاهتمام المتزايد بتنمية السياحة الداخلية.
وأكد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، أن إطلاق الموسم في هذا التوقيت يحمل رسالة واضحة تتماشى مع الرؤية الاستراتيجية لفخامة رئيس الجمهورية، الرامية إلى تحقيق تنمية متوازنة وتعزيز الانتماء الوطني، مشدداً على أن القطاع السياحي يشكل رافعة اقتصادية وفرصاً استثمارية مهمة، حيث أن القطاع الخاص يساهم بنسبة كبيرة في تطوير البنية التحتية السياحية وخلق فرص العمل.
وأضاف أن القطاع يضم اليوم 121 وحدة فندقية و752 مطعماً، وفرّت أكثر من 330 ألف فرصة عمل، بالإضافة إلى 6000 وظيفة موسمية.
وقد تميز الحفل بعروض ثقافية وفنية متنوعة شملت تأدية نشيد السياحة، وفقرات غنائية، وشعرية، ومدائح نبوية، بالإضافة إلى عروض مرئية حول المقومات السياحية للبلاد، والمواقع الأثرية والمعالم الطبيعية المتنوعة.
وجرى الحفل بحضور عدد من الشخصيات الوطنية والمحلية البارزة، من ضمنهم والي آدرار المساعد، ومدير ديوان الوالي، ومستشاروه، وحاكم مقاطعة أطار، إلى جانب ممثلي السلطات الأمنية والإدارية في الولاية.