واشنطن بوست: فظائع مروعة وعمليات إعدام جماعي في مدينة الفاشر

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية -اليوم الأربعاء- عن ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم مروعة في مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن عمليات الإعدام شملت جميع المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى السعودي بالمدينة.
وأفادت الصحيفة، استنادًا إلى صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو وشهادات شهود عيان، بأن قوات الدعم السريع نفذت حملة قتل واسعة عقب سيطرتها على الفاشر، حيث أظهرت الصور وجود مركبات عسكرية بالقرب من جثث وبقع دماء يمكن رؤيتها من الجو.
ونقلت واشنطن بوست عن عامل إغاثة قوله إن هناك “تقارير عن استهداف مئات، إن لم يكن آلاف، المدنيين في الفاشر وقتلهم على أسس عرقية”، مضيفًا أن شهودًا تحدثوا عن فصل الرجال والفتيان عن أسرهم قبل تعذيبهم أو قتلهم.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عقب حصار دام لأشهر، حيث توالت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة شهادات وتقارير تؤكد وقوع فظائع ميدانية.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم الأربعاء، إن “قوات الدعم السريع تقوم بتصفية جميع المصابين داخل المستشفى السعودي التابع لجامعة الفاشر”، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
إدانة عربية ودعوات للتحقيق
من جانبها، أدانت جامعة الدول العربية مساء الثلاثاء “الجرائم المروعة” التي ترتكب بحق المدنيين في الفاشر، مطالبة بتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. وأكدت الجامعة في بيانها أنها “تدين بأقصى العبارات الجرائم ضد المدنيين الأبرياء والعزل من الشيوخ والنساء والأطفال”، داعية إلى وقف فوري وشامل للأعمال القتالية في المدينة التي تعاني من حصار خانق منذ فترة طويلة.
كما دعت الجامعة إلى حماية المدنيين، وتأمين حرية مغادرة من يرغب منهم للمدينة دون عوائق، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر ومحيطها، مشددة على أن “الوضع الراهن يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم الإقليمي برمته”.
دعوات دولية لممر آمن
وفي سياق متصل، ناشدت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بالسماح بفتح “ممر آمن” لإجلاء المدنيين المحاصرين في الفاشر، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني قوات الدعم السريع بقتل أكثر من ألفي مدني في المدينة خلال يومي 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتأتي هذه التطورات في ظل الحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي فشلت حتى الآن جميع الوساطات الإقليمية والدولية في وضع حد لها.
وقد أسفرت الحرب، وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات محلية، عن مقتل نحو 20 ألف شخص، وتشريد أكثر من 15 مليون نازح ولاجئ داخل السودان وخارجه، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القارة الإفريقية خلال العقود الأخيرة.









