واشنطن بوست: استدعاء غير مسبوق لقادة الجيش يثير جدلا حول نوايا وزير الدفاع الأميركي

قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يستعد لإلقاء محاضرة بعنوان “روح المحارب” يوم الثلاثاء المقبل في جامعة مشاة البحرية بكوانتيكو بولاية فيرجينيا، في اجتماع استثنائي دعا إليه مئات الجنرالات والأميرالات من مختلف أنحاء العالم.

وأشارت الصحيفة، في تقرير حصري أعده خمسة من صحفييها، إلى أن الدعوة غير المعتادة تأتي وسط مخاوف من احتمال أن يعلن الوزير عن إجراءات مفاجئة تشمل عمليات فصل أو تخفيض رتب، بعد سلسلة من الإقالات المثيرة للجدل التي طالت عددا من كبار الضباط.

ورغم رفض البنتاغون الكشف عن أهداف الاجتماع أو تفاصيل جدول أعماله، أكد المتحدث باسمه شون بارنيل أن هيغسيث “سيلقي كلمة أمام كبار القادة العسكريين مطلع الأسبوع المقبل”. لكن مسؤولين في الوزارة أبدوا استياءهم من حشد هذا العدد الكبير من القادة ذوي الخبرة القتالية لحضور خطاب قد لا يتجاوز دقائق معدودة.

الصحيفة نقلت عن مصادر مطلعة أن هيغسيث يريد الاجتماع وجها لوجه بالجنرالات، في خطوة أثارت القلق داخل المؤسسة العسكرية، خاصة بعد أن كشف الوزير في وقت سابق عن خطط لدمج بعض القيادات القتالية وتقليص عدد الجنرالات والأميرالات بنسبة تصل إلى 20%.

التحضيرات لعقد الاجتماع استلزمت ترتيبات سفر واسعة، من رحلات جوية عسكرية وتجارية إلى حجوزات فنادق ونقل داخلي، وهو ما دفع أحد المسؤولين إلى القول إن “استدعاء القيادة العسكرية بأكملها من أجل خطاب قصير يُعد تبذيرا لملايين الدولارات ما لم يكن هناك طارئ”.

وفي الكونغرس، تحركت السيناتورة الديمقراطية تامي داكوورث للتعبير عن مخاوفها، وبدأت بتوزيع رسالة تطالب البنتاغون بتقديم إحاطة عاجلة حول دوافع الاجتماع، محذرة من تأثير هذا الاستدعاء المفاجئ على الأمن القومي. في المقابل، التزم الجمهوريون الصمت العلني تجاه القضية.

وتوقعت الصحيفة أن تكون محاضرة الثلاثاء الأولى ضمن سلسلة من ثلاث كلمات سيلقيها هيغسيث، حيث سيتناول في الثانية موضوع “القاعدة الصناعية الدفاعية”، بينما سيخصص الثالثة لمفهوم “الردع” في منتدى الدفاع الوطني لريغان في ديسمبر/كانون الأول المقبل.