شارك في إستطلاع الإنتخابات الرئاسية الموريتانية

عاجل
الأخبار العالمية

هل زاد “طوفان الأقصى” من تفاقم التوتر الداخلي والتحديات الخارجية في إسرائيل؟

شتم نتنياهو وتصدع داخلي وملامح تحول خارجي.. هل زاد “طوفان الأٌقصى” من تفكك إسرائيل؟


خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مركز عسكري في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، تعرض لانتقاد حاد من قبل أحد الضباط الذي وصفه بالكاذب. هذا الهجوم دفعه إلى إلغاء كلمة كان من المقرر أن يلقيها أمام الجنود والضباط.

وما يزيد على ذلك، يكشف مراسل قناة 12 الإسرائيلية، الذي أورد هذا الحدث، أن جنودًا في الاحتياط رفضوا زيارة نتنياهو، واعتبروا أنه جاء تحضيرًا لاحتمالية غزو بري لقطاع غزة.

رغم أن هذا الحادث قد يكون عرضيًا أو فرديًا، إلا أنه إذا تمت مراقبته في سياق التطورات السياسية الراهنة، فإنه قد يثير مزيدًا من المطالب بإقالة نتنياهو وتراجع شعبيته. هناك تقارير تشير إلى تصاعد التوتر داخل صفوف الجيش ومزاعم عن حدوث عمليات تمرد في بعض وحداته، وذلك خاصة مع التصاعد في الحديث عن احتمالية غزو بري.

تسجل الفيديوهات والأخبار القادمة من إسرائيل مشاهدات لحالات ذعر وخوف داخل الجيش كلما تعرضت الأراضي الإسرائيلية المحتلة لإطلاق صواريخ. وتكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية أحيانًا عن تقارير عن قتلى أو حوادث إطلاق نار عرضية على إسرائيليين بالخطأ، حيث اعتبروا خطأً منهم أنهم فلسطينيين أو مقاومين.

على سبيل المثال، تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى وقوع حوادث قتل غير مقصودة داخل غلاف غزة. تمثل إحدى هذه الحوادث في قتل مستوطن بالخطأ في مستوطنة “أوفاكيم”، حيث اعتقد الجيش بأنه كان مقاومًا. بالإضافة إلى ذلك، تمت حادثة أخرى تشمل قتل عامل في شركة الكهرباء وحارس أمن بالخطأ في منطقة غلاف غزة. هذه الأحداث تشير إما إلى حالة من الارتباك والصدمة التي يعانيها الجيش أو إلى تدهور في المعنويات وتصدع في الجبهة الداخلية، وكل ذلك يحدث بصمت.

ما يجري داخليًا بشكل خفي ينعكس بوضوح على المستوى الدولي. تشير بعض الدول الأوروبية إلى “صحوة” خجولة، حيث تبدأ في تقديم اهتمام أكبر للقضايا وتبني مواقف متوازنة تجاه الأحداث الجارية، دون تحيز لأي جانب.

وفي سياق آخر، نشر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الإسبانية على منصة “أكس” بيانًا يؤكد رفض الحكومة بشدة الادعاءات الواردة في بيان السفارة الإسرائيلية بشأن بعض من أعضائها، وتنبذ هذه التلميحات التي تفتقر لأي أساس.

في هذا السياق، تعود القصة إلى إيوني بيلارا، رئيسة حزب أونيداس بوديموس اليساري والتي تشغل منصب وزيرة التضامن الاجتماعي بالإنابة في حكومة بيدرو سانشيز. أبدت بيلارا اعتقادها بأن إسرائيل تنفذ “إبادة جماعية مخططة” في قطاع غزة من خلال ترك مئات آلاف السكان بلا ماء وكهرباء، ودعت إلى إخلاء هؤلاء السكان دون توفير أي ضمانات أمنية.

وقد دعت الوزيرة الإسبانية الشعوب إلى “النزول إلى الشوارع والتظاهر ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي”.

من ناحية أخرى، أبدى الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش انزعاجًا أعمق، ووصف رفع العلم الإسرائيلي على مبنى خارج بلاده بأنه “حركة غبية”، مشيرًا إلى أن التعاطف السابق مع إسرائيل قد تلاشى بسبب الإجراءات التي اتخذتها في غزة.

وأضاف ميلانوفيتش قائلاً: “على الرغم من تعاطفي مع إسرائيل، الذي انتهى للأسف في غضون 15 دقيقة، ليس هناك مكان لأعلام آخرين في كرواتيا. أدين الجرائم بل وأعبر عن اشمئزازي ومقتي، لكن حق الدفاع لا يشمل الانتقام وقتل المدنيين”.

فيما تسلط صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الضوء على تغيّر في مواقف الزعماء الأوروبيين مقارنة بشعوبهم، مع تزايد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والتهديدات الموجهة للمؤسسات اليهودية. وتشير الصحيفة إلى أن هناك دعمًا اجتماعيًا ومظاهرات دعم لإسرائيل من قبل غير اليهود أيضًا.

وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية، أشارت إلى تغيير في الخطاب والمقاربة وحتى التبرير لأفعال الاحتلال. على سبيل المثال، شبكة “سي إن إن” الأميركية نشرت تقريرًا من غزة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي طلب من الأهالي التوجه إلى جنوب القطاع ثم استهدفهم بعمليات قتل. بالإضافة إلى ذلك، قامت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بتصحيح وصفها السابق للمتظاهرين المتضامنين مع فلسطين.

وأخيرًا، أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى الأخطاء الفادحة التي أدت إلى تدهور سمعة إسرائيل عالميًا. حيث اعتبرت أن إسرائيل تواجه مشكلات خطيرة بسبب الأخطاء الكبيرة في التخطيط والتنفيذ.

أبرز الأخطاء العشرة بحسب “هآرتس”

أقترفنا أخطاءً كبيرة، منها:

  • لم نتخذ القرار الصائب بطرد موشيه لفينغر ورفاقه، الذين كانوا من أوائل القادة الاستيطانيين في الضفة الغربية، من فندق “بارك” في الخليل. بدلاً من ذلك، قمنا بإرسالهم بحافلة إلى بلادهم قبل أن يحتفلوا بعيد الفصح في عام 1968.
  • لم نستجب لنصائح حكمائنا ولم نمنع صعود الناس إلى جبل المساجد في القدس، كما فعلوا.
  • لم نصدر قوانين تحمي ديمقراطيتنا وقيمنا.
  • لم نقم بمحاسبة كل من انتهج مواقف عنصرية ومناهضة للديمقراطية والفاشية.
  • قمنا بتأسيس “المشروع الاستيطاني”، وهو مشروع زائد عن الحاجة وشرير وإجرامي.
  • اعتقدنا أن هتلر يجعل كل شيء مباحًا بالنسبة لنا.
  • أخطأنا بشكل كبير في تقييم دور الجيش، الذي كان يعمل كقوة شرطة محترفة لمدة 55 عامًا.
  • لم ندرك أن القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء لا يمكن تبريره بأي طريقة.

هذه الأخطاء هي فقط جزء من القائمة، ولكن لدينا الآن فرصة وحيدة للرجوع وللتراجع عن هذه الأخطاء. إليكم بعض النقاط الرئيسية:

  • يجب علينا الآن أن نتخذ القرار الصائب بالانسحاب من جميع المناطق التي احتللناها عن طريق الخطأ في عام 1967. إنه الوقت المناسب للانسحاب من هذه المناطق، سواء باتفاق أو من دونه. يجب علينا ببساطة أن نخبر المستوطنين: إذا كنتم ترغبون، انسحبوا إذا لم ترغبوا في البقاء.
  • إذا لم تتم معالجة هذه الأخطاء، فإن إسرائيل ستواجه مستقبلًا غامضًا وصعبًا. إنها ستصبح دولة فاسدة مأخوذة رهينة من قبل مجموعة من المتعصبين الدينيين الذين يصرون على الالتزام بوعد إلهي. ومن هذه الحفرة السوداء، لن ينقذنا أي احتجاج أو نصر أو وحدة أو حكومة خاصة. هذه هي اللحظة الأخيرة للتراجع وتصحيح الأمور.
زر الذهاب إلى الأعلى