نتنياهو يعتبر فيديو القسام “حربًا نفسية”.. والمعارضة تطالبه بصفقة عاجلة لإعادة الأسرى

علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المقطع المصور الذي بثته كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – يوم الاثنين، واصفًا إياه بأنه “حرب نفسية”، ومشيرًا إلى أن مشاهدته كانت “صعبة للغاية”.
في المقابل، شنّ معارضون سياسيون وأهالي الأسرى هجومًا على نتنياهو عقب نشر الفيديو، مطالبين بإبرام صفقة عاجلة تضمن استعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأكد نتنياهو أن هذه المقاطع تعزز الإصرار على استعادة الأسرى عبر الضغط العسكري والسياسي، مضيفًا: “نعمل على إعادة من تبقى من المحتجزين، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، وسنسعى للقضاء على حماس، لأنها إن بقيت، ستستمر في احتجاز المزيد، وسنشهد هجومًا جديدًا شبيهًا بما حدث في السابع من أكتوبر”.
هجوم سياسي ومظاهرات واسعة
في السياق ذاته، انتقد زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان الحكومة، مشيرًا إلى أن “العائلات الإسرائيلية تنهار، وجنود الاحتياط يعانون، بينما تضخ الحكومة مليارات الشواقل لدعم المتهربين من الخدمة العسكرية”.
أما زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان، فقد اعتبر أن الفيديو الذي نشرته كتائب القسام بمثابة “تذكير مؤلم بفشل الحكومة”، مضيفًا أن حياة 59 أسيرًا لا تزال مهددة بالخطر، في حين تنشغل الحكومة بالبقاء السياسي بدلًا من العمل على إعادتهم.
وعلى الصعيد الشعبي، خرج مئات الإسرائيليين في تظاهرات بمدينة القدس للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل. ورفع المحتجون شعارات تندد بإقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية الحكومية، كما احتشدوا أمام مكتب رئيس الوزراء، متهمين نتنياهو بزعزعة الديمقراطية والتخلي عن الأسرى.
رسائل الأسرى عبر فيديو القسام
وكانت كتائب القسام قد نشرت مقطع فيديو يُظهر أسيرين إسرائيليين ينتقدان بشدة استئناف الحكومة الإسرائيلية الحرب على غزة، محذرين من أن ذلك يهدد حياتهما.
وفي الفيديو، ناشد الأسيران زملاءهم الذين أُطلق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لكسر صمتهم والحديث عن المعاناة التي يعيشها الأسرى الإسرائيليون. وظهر أحدهما موجّهًا حديثه لأسير سابق يُدعى أوهاد، مطالبًا إياه بالكشف عن الأوضاع التي عايشها خلال فترة احتجازه.
وأشار أحد الأسرى إلى أن مقاتلي حماس “حرصوا على توفير ما يحتاجونه خلال فترة وقف إطلاق النار”، لكن استئناف القصف الإسرائيلي جعل أوضاعهم تزداد سوءًا. كما نفى أن يكون هذا الفيديو جزءًا من “حرب نفسية”، مؤكدًا أنه وزميله توسلا إلى كتائب القسام للسماح لهما بإرسال رسالة إلى الإسرائيليين.
وأوضح الأسير أن ظروف الأسرى كانت صعبة قبل المرحلة الأولى من اتفاق التبادل، حيث لم يكن هناك طعام كافٍ ولا أماكن آمنة، مشيرًا إلى أن الأوضاع عادت للتدهور بعد استئناف القتال.
اتفاق تبادل الأسرى.. تعثر المرحلة الثانية
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قد انتهت مطلع مارس/آذار الجاري، بعد أن استمرت 42 يومًا. وخلال هذه الفترة، أطلقت الفصائل الفلسطينية سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا (أحياء وأمواتًا)، مقابل إفراج إسرائيل عن قرابة 2000 أسير فلسطيني، بينهم مئات المحكومين بالمؤبد.
ورغم تنفيذ المرحلة الأولى، إلا أن إسرائيل تراجعت عن استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تفضي إلى إنهاء الحرب، وهو ما أدى إلى استمرار النزاع وسقوط أكثر من 50 ألف شهيد منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، لا يزال 59 أسيرًا محتجزين في غزة، بينهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9500 أسير فلسطيني، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.