ميشيل بلاتيني: أسطورة كرة القدم بين الألقاب والإثارة القانونية

ظل اسم ميشيل بلاتيني محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم كأحد أفضل عشرة لاعبين في تاريخ اللعبة، قبل أن يختتم مسيرته الرياضية بتولي مناصب رفيعة في الاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم، ما تخللته فترات مثيرة للجدل بعد اتهامه بقضايا فساد.
كتب بلاتيني فصولًا مشرقة في تاريخ منتخب فرنسا ونادي يوفنتوس الإيطالي بين عامي 1983 و1986، حيث تمكن من جذب الأضواء بعيدًا عن عمالقة كرة القدم مثل دييغو مارادونا وكارل هاينز رومينيغه وإيمليو بوتراغينيو وغيرهم.
البداية الصعبة وُلد ميشيل فرانسوا بلاتيني في 21 يونيو 1955 بمدينة جوف الفرنسية لعائلة إيطالية هاجرت إلى فرنسا في فترة الحرب العالمية الثانية. وكان والده ألدو لاعبًا في فريق إس جوف الهاوي، وهو النادي الذي شهد بداية بلاتيني في عام 1966. ورغم صعوبة البداية، حيث سقط في الاختبار البدني للانتقال إلى ميتز بسبب مشكلات تنفسية، استطاع التغلب على هذه المحن ليبدأ مسيرته الفعلية في عالم كرة القدم.
في عام 1972، شهدت مسيرته تحولًا كبيرًا عندما انتقل إلى الفريق الرديف لنادي نانسي، وقاده بعد خمس سنوات لتحقيق كأس فرنسا التاريخية في موسم 1977-1978. كما حقق نانسي في ذات الموسم أفضل نتيجة له في الدوري الفرنسي، حيث حل في المركز الرابع، وهو إنجاز لم يتكرر إلا مرة واحدة في 2008.
الكرة الذهبية وأمجاد فرنسا الكروية في 1982، انتقل بلاتيني إلى يوفنتوس الإيطالي، حيث ترك بصمة كبيرة في تاريخ الفريق، محققًا معه العديد من الألقاب، بما في ذلك كأس أوروبا للأندية البطلة (دوري الأبطال حاليًا) في 1985. وحقق بلاتيني مع يوفنتوس 7 ألقاب خلال خمس سنوات، منها الدوري الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا، وكأس أوروبا، وغيرها من الألقاب القارية.
كما فاز بلاتيني بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية (1983، 1984، 1985)، وهو إنجاز لم يتمكن من تحقيقه سوى ليونيل ميسي بين 2009 و2012.
الإنجازات مع منتخب فرنسا قاد بلاتيني منتخب فرنسا لتحقيق لقب كأس أمم أوروبا 1984، حيث سجل هدفًا رائعًا في النهائي ضد إسبانيا. كما شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم (1978، 1982، 1986)، وسجل في كل منها، ليصبح أحد أبرز اللاعبين في تاريخ البطولات العالمية.
رئاسة لجنة تنظيم المونديال بعد اعتزاله، انتقل بلاتيني إلى مجال الإدارة الرياضية، حيث تولى تنظيم كأس العالم 1998 في فرنسا، الذي شهد فوز منتخب بلاده بأول ألقابه العالمية. كما تولى منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في 2007، واستمر في هذا المنصب حتى 2015، قبل أن يواجه اتهامات بالفساد والاختلاس.
القضايا والحكم بالبراءة في عام 2018، تم اتهام بلاتيني بتلقي مبلغ 2.26 مليون دولار، وواجه تهمًا بالاحتيال والفساد. ومع ذلك، بعد سنوات من التحقيق والمحاكمة في سويسرا، تم تبرئته في 8 يوليو 2022 من جميع التهم، وهو ما وصفه بلاتيني بأنه استعادة لشرفه بعد سنوات من اضطهاد الفيفا.