رياضة

ميسي ورونالدو: صراع الأرقام والإنجازات عبر بطولات كأس العالم

في عام 2015، تحولت سلتان شفافتان متجاورتان في لندن إلى ساحة جدل صامت حول سؤال ملتهب: من الأفضل في كرة القدم العالمية، “البرغوث” ليونيل ميسي أم “الدون” كريستيانو رونالدو؟ ولاقى المشجعون هذه الوسيلة، التي شجعت على استخدام السلال لإلقاء أعقاب السجائر، نجاحًا كبيرًا كرمز لمنافسة القرن الـ21 في كرة القدم.

ومع مرور أكثر من عقد على ذلك، لا يزال الجدل محتدماً، حيث يقترب كل من ميسي ورونالدو من أن يصبحا أول لاعبين يشاركان في ست بطولات لكأس العالم. سجل النجمان أكثر من 800 هدف مع الأندية والمنتخب، وفازا معًا بـ9 بطولات دوري أبطال أوروبا و13 جائزة الكرة الذهبية.

كأس العالم 2006

كان رونالدو يبلغ 21 عامًا وميسي يقارب 19 عامًا عندما ظهر كل منهما لأول مرة في كأس العالم بألمانيا. لم يتجاوز ميسي دور الـ8 بعد خسارة الأرجنتين بركلات الترجيح أمام صاحب الأرض، بينما سجل رونالدو ركلة جزاء حاسمة أمام إنجلترا قبل أن يودع المنتخب البرتغالي البطولة في قبل النهائي أمام فرنسا.

كأس العالم 2010

قاد رونالدو البرتغال كقائد، لكنه سجل هدفًا واحدًا فقط قبل خروج الفريق أمام إسبانيا في دور الـ16. أما ميسي، فتعرض لانتقادات واسعة بعد فشله في التسجيل وخروج الأرجنتين أمام ألمانيا، حيث اتهمه البعض بالتركيز على برشلونة أكثر من المنتخب.

كأس العالم 2014

قدم ميسي أداءً متميزًا كقائد للأرجنتين، مسجلاً في جميع مباريات دور المجموعات وحاصلًا على أربع جوائز أفضل لاعب في المباراة، لكن المنتخب خسر النهائي أمام ألمانيا. أما رونالدو، فقد سجل هدفًا واحدًا فقط بسبب الإصابة، وخرج المنتخب البرتغالي من دور المجموعات. وخسرت الأرجنتين لاحقًا نهائي “كوبا أميركا” ونهائي “كوبا أميركا المئوية” أمام تشيلي بركلات الترجيح، ما دفع ميسي للإعلان عن اعتزاله الدولي قبل أن يتراجع عن قراره.

كأس العالم 2018

خرجت الأرجنتين والبرتغال من دور الـ16، وسجل ميسي هدفًا وحيدًا، بينما أحرز رونالدو ثلاثية في المباراة الأولى أمام إسبانيا وتعادل 3-3، لكنه أهدر ركلة جزاء أمام إيران وخسر الفريق أمام أوروغواي. لاحقًا ساهم رونالدو في فوز البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية، مسجلاً ثلاثية في قبل النهائي.

كأس العالم 2022

تألق ميسي منذ البداية حتى النهاية، مسجلاً سبعة أهداف خلال البطولة، بما في ذلك هدفين أمام فرنسا في النهائي، ونفذ الركلة الأولى في ركلات الترجيح التي انتهت بفوز الأرجنتين 4-2، ليخلد اسمه في تاريخ المنتخب الأرجنتيني جنبًا إلى جنب مع دييغو مارادونا. بينما جلست البرتغال على مقاعد البدلاء في أدوار خروج المغلوب، ولم يكن أداء رونالدو حاسمًا كما في البطولات السابقة.

وبينما كان من المتوقع أن تكون بطولة 2022 نهاية الطريق لكلا النجمين في كأس العالم، يبدو أن ميسي ورونالدو يستعدان لمحاولة أخيرة في مونديال 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ليختم كل منهما مسيرة استثنائية حافلة بالأرقام والإنجازات.

زر الذهاب إلى الأعلى