موريتانيا تدخل نادي مصدّري الغاز المسال: “بي بي” وتشحن أولى صادرات “آحميم” نحو الأسواق العالمية

في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة الطاقة العالمية bp، صباح اليوم الخميس، تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع حقل السلحفاة آحميم الكبير، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الموريتانية السنغالية في مجال الطاقة.
ويُعد هذا التطور تتويجًا لجهود استمرت لسنوات، منذ الإعلان عن فتح البئر الأولى للمشروع في ديسمبر 2024. ورغم تكتم الشركة على وجهة الشحنة الأولى، إلا أن بيانها أشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع ستنتج قرابة 2.4 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، في إطار سعيها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة.
ولم تغفل bp في بيانها التأكيد على البعد المحلي للمشروع، حيث أوضحت أن كميات من الغاز ستُخصص للسوقين الموريتاني والسنغالي، مما يعزز الأمن الطاقوي في المنطقة.
المشروع الضخم، الذي وصفته الشركة بأنه “نقلة نوعية”، وفر حتى الآن أكثر من 3 آلاف فرصة عمل محلية خلال فترة الإنشاء، كما تم التعاقد مع نحو 300 شركة محلية في موريتانيا والسنغال، ما يعكس البعد التنموي للمشروع وحرص الشركاء على تعزيز المحتوى المحلي.
ويعتمد المشروع على منصة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ (FPSO) تقع على بُعد 40 كلم من الساحل، حيث تُجرى عمليات إزالة المياه والشوائب من الغاز، قبل نقله إلى منصة تسييل تبعد 10 كلم أخرى عن الساحل، حيث يُبرّد الغاز إلى درجات منخفضة جدًا ليُحوّل إلى سائل، ثم يُخزّن في انتظار نقله على متن ناقلات خاصة.
وفي تصريح رسمي، قال غوردن بيريل، نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج والعمليات في bp:
“هذه الشحنة الأولى تمثل إمدادًا جديدًا وحيويًا لأسواق الطاقة العالمية، وتُجسد التزامنا بدعم التحول الطاقوي عبر شراكات مسؤولة ومستدامة.”
بهذه الخطوة، تضع موريتانيا والسنغال أولى لبنات دخول سوق الغاز العالمية، في مشروع يُرتقب أن يُغيّر المعادلة الاقتصادية في غرب إفريقيا خلال السنوات القادمة.