اقتصاد

موريتانيا تخطو نحو الثورة الصناعية: دراسة جدوى تؤكد جدوى مشروع أنبوب غاز استراتيجي يربط حقل GTA بميناء نواذيبو


في خطوة تُعد من أبرز مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية في موريتانيا، أنجزت شركة EPCM Holdings دراسة جدوى تقنية وتجارية شاملة لإنشاء أنبوب لنقل الغاز الطبيعي، يمتد من حقل الغاز المشترك “GTA” (السلحفاة الكبرى – أحميم) إلى ميناء نواذيبو، مرورًا بالعاصمة نواكشوط. وتأتي هذه المبادرة الحيوية بطلب من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM)، في إطار توجه وطني لربط قطاع الطاقة بقطاع التعدين عبر حلول مستدامة وفعالة.

ووفقًا للدراسة، فإن الأنبوب سيوفر غازًا موثوقًا وبتكلفة تنافسية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتطوير الصناعات الثقيلة في البلاد. وتشمل هذه الصناعات على وجه الخصوص تركيز خام الحديد، وإقامة صناعة وطنية للفولاذ، إلى جانب تطبيقات صناعية أخرى تعتمد على توفر الطاقة الرخيصة والمستقرة.

وفي هذا السياق، اعتبرت ألكسندرا غازندام، مستشارة الطاقة والبنية التحتية، أن هذا المشروع يمثل تحولًا نوعيًا في الرؤية الاقتصادية لموريتانيا، قائلة: “هذا الأنبوب ليس مجرد وسيلة لنقل الغاز، بل يمكن اعتباره العمود الفقري لصناعة وطنية متكاملة في مجال الفولاذ، بما يضع موريتانيا على خارطة الإنتاج الصناعي في غرب إفريقيا.”

وتتوافق هذه المبادرة مع الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى رفع القيمة المضافة للموارد الطبيعية، والانتقال من مجرد تصدير المواد الخام إلى تصنيعها محليًا، عبر بنى تحتية للطاقة النظيفة والحديثة.

ومن المنتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، عبر توفير فرص عمل جديدة، وجذب استثمارات أجنبية، وتحويل البلاد إلى قطب صناعي إقليمي يستفيد من موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية الهائلة.

المرحلة القادمة ستشهد – بحسب مراقبين – تحركات دبلوماسية واستثمارية هامة، لتأمين التمويل وتنفيذ المشروع على أرض الواقع، وسط اهتمام متزايد من الشركاء الدوليين بموريتانيا كوجهة واعدة في مجال الطاقة والصناعة.


زر الذهاب إلى الأعلى