تكنولوجيا

مهندسة مصرية تستقيل من “مايكروسوفت” احتجاجًا على دعمها التكنولوجي للجيش الإسرائيلي

أعلنت المهندسة المصرية مريم شلبي، المقيمة في القاهرة، استقالتها من شركة مايكروسوفت، احتجاجًا على ما وصفته بـ”تواطؤ الشركة في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة”، لتنضم بذلك إلى مجموعة من الموظفين الذين غادروا الشركة خلال الأشهر الأخيرة، رفضًا لعلاقاتها التكنولوجية مع الحكومة الإسرائيلية.

وفي رسالة بريد إلكتروني داخلية أُرسلت يوم 16 يونيو/حزيران، أوضحت شلبي أن قرارها جاء بعد شعورها المتزايد بعدم التوافق الأخلاقي مع دور مايكروسوفت في دعم عمليات عسكرية لها تداعيات إنسانية جسيمة. وقالت: “كانت مايكروسوفت تمثل حلمًا مهنيًا بالنسبة لي، لكنني لم أعد قادرة على العمل في شركة تُمكّن أطرافًا مسؤولة عن معاناة المدنيين على هذا النطاق الواسع”.

وأشارت شلبي إلى أن قلقها تعمّق بعد اطلاعها على عقود بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية، خاصة ما يتعلق باستخدام خدمات “آزور” السحابية وأدوات الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة. واستشهدت بتقرير صادر عن الأمم المتحدة في مايو/أيار 2025، أفاد بمقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 15 ألف طفل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى وصف الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية بأنه انتهاك للقانون الدولي.

واتهمت شلبي الشركة بتقديم دعم تكنولوجي فعّال ساهم في استمرار العنف، منتقدة كذلك ما وصفته بـ”ثقافة القمع الداخلي”، مشيرة إلى فرض رقابة على اتصالات الموظفين وتعرض من يثيرون اعتراضات أخلاقية للانتقام والتجاهل. وكتبت: “لقد تجاهلت القيادة العليا نداءات الموظفين ووسائل الإعلام، وتحاول اليوم إسكات الأصوات التي تنادي بالمحاسبة”.

وفي إشارتها إلى منشور حديث على مدونة الشركة، عبّرت عن رفضها لمايكروسوفت لإقرارها بتوفير “وصول خاص” لتقنياتها، مع ادعائها عدم القدرة على مراقبة كيفية استخدامها، ووصفت هذا البيان بأنه “محاولة فاشلة لتلميع الصورة العامة”.

ودعت شلبي زملاءها إلى عدم الصمت، مشددة على أن “التقاعس لم يعد خيارًا”. وقد لقيت استقالتها دعمًا من حملة “لا لآزور للفصل العنصري”، وهي مبادرة يقودها موظفون داخل مايكروسوفت تطالب بإنهاء جميع التعاقدات مع الجيش الإسرائيلي. وجاء في بيان الحملة: “نقف إلى جانب مريم، وندعو إلى الانسحاب الكامل من جميع شراكات الجيش الإسرائيلي. الصمت لم يعد مقبولًا”.

من جانبها، أكدت مايكروسوفت في وقت سابق من مايو/أيار أنها تقدم خدمات سحابية وذكاءً اصطناعيًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لكنها نفت أي تورط مباشر في هجمات على المدنيين. كما أوضحت أنها وفّرت دعمًا تقنيًا محدودًا بعد هجوم 7 أكتوبر، بهدف “المساعدة في جهود إنقاذ الرهائن”، بحسب ما ورد في بيانها الرسمي.

زر الذهاب إلى الأعلى