ملعب سان سيرو مهدد بالاستبعاد من استضافة “يورو 2032” بسبب عدم استيفائه لمعايير يويفا

يواجه ملعب سان سيرو التاريخي، الذي يحتضن مباريات فريقي ميلان وإنتر، خطر الاستبعاد من قائمة الملاعب المرشحة لاستضافة مباريات بطولة كأس أمم أوروبا 2032، والتي ستُنظم بالشراكة بين إيطاليا وتركيا.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قد أعلن اختيار البلدين لاستضافة النسخة القادمة بعد بطولة 2028، غير أن التقارير تشير إلى أن ملعب سان سيرو لا يلبي حتى الآن المعايير الفنية والتنظيمية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لإدراج أي ملعب ضمن قائمة الاستضافة.

اجتماع طارئ لمناقشة مصير الملعب

وبحسب شبكة “سكاي سبورتس” الإيطالية، عُقد اجتماع طارئ الجمعة الماضية في مقر بلدية ميلان، بحضور ممثلين عن ناديي ميلان وإنتر، وعمدة المدينة جوزيبي سالا، إلى جانب مسؤولين من الاتحادين الأوروبي والإيطالي لكرة القدم، لمناقشة مستقبل سان سيرو وتخطيط المدينة الحضري، في ظل اقتراب موعد تقديم القائمة النهائية للملاعب الإيطالية المرشحة.

وحتى اللحظة، يعد ملعب “أليانز ستاديوم” في مدينة تورينو، معقل نادي يوفنتوس، الوحيد في إيطاليا الذي يستوفي المعايير الأوروبية المطلوبة لاستضافة مباريات البطولة. ومن المقرر أن يكون الموعد النهائي لتقديم الملاعب الإيطالية الخمسة المرشحة في أكتوبر/تشرين الأول 2026.

حالة الملعب تهدد مشاركته

وأوضحت “سكاي سبورتس” أن التقييم الفني والبُنى التحتية الحالية لملعب سان سيرو، إضافة إلى الوقت اللازم لتنفيذ أي مشروع تطويري كبير، تشير إلى أن الملعب لا يستوفي المعايير المطلوبة لاعتماده ضمن ملاعب “يورو 2032”.

صفعة رمزية واقتصادية

ويمثل الاستبعاد المحتمل ضربة قاسية لأحد أبرز الرموز التاريخية لكرة القدم العالمية، إذ وصفت صحيفة آس الإسبانية القرار المرتقب بـ”الصفعة المؤلمة”، لما له من تداعيات على الصورة الدولية والاقتصاد المحلي المرتبط بالملعب.

في الوقت ذاته، يسعى ناديا ميلان وإنتر إلى التوصل لاتفاق مع الحكومة الإيطالية من أجل شراء الأرض التي يقع عليها الملعب، تمهيدًا لإعادة بنائه وفق رؤية حديثة. ووفقًا لخطة الناديين، فإن المدرج الثاني فقط هو ما سيبقى من الهيكل القديم، بينما سيتم هدم باقي أجزاء الملعب وإعادة تشييده بالكامل ليواكب تطورات كرة القدم الحديثة.

وتُقدّر تكلفة شراء الأرض بنحو 197 مليون يورو، في حين تمنع القوانين الإيطالية الحالية هدم الملعب قبل عام 2030، ما يعقّد فرص تطويره في الوقت المطلوب.

تاريخ من التردد والقرارات المتناقضة

وكان الناديان قد رفضا في عام 2023 مقترحات لتجديد سان سيرو، وفضّلا بناء ملاعب خاصة في منطقتي روزانو وسان دوناتو، قبل أن يتراجعا لاحقًا ويقترحا في سبتمبر/أيلول 2024 اللعب مؤقتًا في سان سيرو إلى حين الانتهاء من مشاريع البناء.

وجراء هذه القرارات، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سحب استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا 2027 من مدينة ميلانو، احتجاجًا على عدم تجديد الملعب، حيث قال رئيس يويفا، ألكسندر تشيفيرين، في تصريحات سابقة:
“سان سيرو ملعب رائع، لكنه قديم ويحتاج إلى تحسينات كبيرة.”