مدن وبلدان

مكّة المُكرَّمة

مكة المكرمة، المعروفة أيضًا بـ”أم القرى”، تعد مدينة عربية إسلامية تقع في المملكة العربية السعودية. تحمل هذه المدينة تاريخاً عريقاً، إذ هي المكان الذي شهد ولادة أشرف الخلق وخاتم الأنبياء، النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في عام الفيل (571م). تتميز مكة المكرمة بأنها تضم أحد أهم المعالم الدينية في الإسلام، وهو المسجد الحرام الذي يحتوي على الكعبة المشرفة، والتي تعتبر قبلة المسلمين. يقصدها الملايين من المسلمين سنوياً لأداء العمرة والحج. يعود تاريخ تأسيس مكة المكرمة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل الذي رفع أسس الكعبة المشرفة، بقيادة أبيه النبي إبراهيم – عليهما السلام. ظهر الإسلام في مكة المكرمة لأول مرة في القرن السابع الميلادي، عندما فتحها المسلمون في عام 630م.

الموقع الجغرافيّ لمكّة المُكرَّمة وأهمّيته

تقع مكة المكرمة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، في منطقة محاطة بقمم جبال السراة التي تطل على سواحل البحر الأحمر. تشتهر هذه القمم بما تحمله من جمال طبيعي، حيث تضم جبالًا مثل جبل أجياد بارتفاع 1332 قدمًا، وجبل أبي قُبَيس بارتفاع 1220 قدمًا، وجبل قعيقعان بارتفاع 1401 قدمًا، وجبل حراء بارتفاع 2080 قدمًا، والذي يحتوي على الكهف الذي كان النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – يرتاده قبل بعثته النبوية. كما يمتد جبل ثور إلى الجنوب من مكة بارتفاع يصل إلى 2490 قدمًا. تتميز مكة المكرمة بارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 277 مترًا.

توفر مكة المكرمة مداخل رئيسية تصل إليها من أربعة اتجاهات مختلفة، تشمل الطريق المؤدي إلى منى وعرفات من الشمال الشرقي، ومن المدينة المنورة من الشمال الغربي، ومن جدة من الغرب، ومن اليمن من الجنوب. تحظى مكة المكرمة بمكانة استثنائية عبر تاريخها بفضل موقعها الاستراتيجي، إذ كانت مركزًا تجاريًا هامًا على طريق التجارة القديم الذي يربط بين الشرق الأوسط وجنوب الجزيرة العربية وجنوب آسيا وشرق أفريقيا. كما تقع في منتصف الطريق بين مأرب في الجنوب وعاصمة الأنباط البتراء في الشمال.

سُكّان مكّة المُكرَّمة

تشهد مكة المكرمة تطوراً ملحوظاً في عدد سكانها منذ بداية تأسيسها وحتى الوقت الحالي. في عام 1950، كان عدد سكان المدينة حوالي 148,164 نسمة، وارتفع إلى حوالي 271,647 نسمة في عام 1970، مما يعكس معدل نمو سكاني بلغ 7.41%، وهو أعلى معدل نمو سكاني في تاريخ المدينة. تراجع معدل النمو بعد ذلك إلى 5.51% في عام 1980، عندما وصل عدد السكان إلى حوالي 500,742 نسمة. بفضل زيادة الولادات وهجرة السكان من المناطق الداخلية والخارجية، وصل عدد سكان المدينة إلى حوالي 1,033,108 نسمة بحلول منتصف التسعينيات، مع معدل نمو سكاني بلغ 3.83%. استمرت المدينة في التطور والنمو، حيث وصل عدد سكانها إلى حوالي 1,542,923 نسمة بحلول عام 2010، بمعدل نمو سكاني بلغ 3.08%.

وفقاً لإحصائيات عام 2018، بلغ تعداد سكان مكة المكرمة حوالي 1,967,094 نسمة، ويتوقع المراقبون والباحثون (بناءً على دراسات إحصائية) أن يصل عدد سكان المدينة إلى حوالي 2,379,284 نسمة بحلول عام 2030. فيما يتعلق بالتركيبة السكانية، فإن سكان مكة المكرمة ينتمون جميعًا للديانة الإسلامية، حيث لا يُسمح بدخول المدينة إلا لأتباع الإسلام، ومع ذلك، يختلفون في الانتماء العرقي، حيث يشمل السكان من جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وأفريقيا وأوروبا.

الجانب الاقتصاديّ لمكّة المُكرَّمة

يعتمد اقتصاد مكة المكرمة بشكل أساسي على السياحة الدينية خلال موسم الحج والعمرة، حيث يتدفق الحجاج والمعتمرين بشكل سنوي خلال العام، مما يجلب دخلاً كبيراً إلى المدينة. ومع ذلك، تشكل الأعداد الكبيرة للزوار – بحوالي 2 مليون زائر – ضغطاً على الخدمات العامة في المدينة مثل الكهرباء والغذاء والنقل والمياه والخدمات الطبية. لذلك، اتخذت الحكومة السعودية إجراءات مثل إنشاء مخيمات ضخمة للحجاج وبناء شبكة طرق جيدة.

فيما يتعلق بقطاع الزراعة، فإن الأراضي الزراعية في مكة المكرمة نادرة، مما يستدعي استيراد المواد الغذائية من الخارج والمناطق المحيطة، مثل وادي فاطمة في الطائف.

أما فيما يتعلق بقطاع الصناعة، فهو محدود نوعاً ما ويقتصر على بعض الصناعات مثل صناعة المنسوجات والأواني والأثاث.

تجدر الإشارة إلى أن مكة المكرمة لا تحتوي على أي مطار أو ميناء أو سكة حديدية في أراضيها، مما يجعل مدينة جدة بوابة المدينة الرئيسية، حيث يتم استيراد البضائع وتصديرها من ميناء جدة، بالإضافة إلى نقل المسافرين من وإلى الخارج عبر مطار جدة ونقلهم داخل المدينة عبر الحافلات والمركبات.

مناخ مكّة المُكرَّمة

يعتبر الموقع الجغرافي لمكة المكرمة، وانخفاض ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، عاملاً مهماً في تحديد مناخ المدينة الجاف والحار. تتسم المنطقة بأجواء معتدلة إلى حارة في بعض الأحيان خلال فصل الشتاء، في حين تكون الأجواء حارة إلى شديدة الحرارة خلال فصل الصيف، حيث يصل متوسط درجات الحرارة إلى 49 درجة مئوية. على الرغم من قلة الهطول المطري في المدينة، حيث لا يتجاوز معدله السنوي 130 ملم، إلا أنها تتعرض باستمرار لخطر الفيضانات الموسمية.

أهمّ المَعالِم في مكّة المُكرَّمة

تحتضن مدينة مكة المكرمة العديد من المعالم الدينية والأثرية المقدسة، من بينها:

  • المسجد الحرام: وهو أعظم مسجد في الإسلام، يقع في وسط المدينة.
  • الكعبة المشرفة: وتقع في مركز المسجد الحرام، وهي بناء مربع المنظر ومرتفع، يغطيها ثوب من الحرير الأسود، وتُعتبر أقدس بقعة على وجه الأرض وقبلة المسلمين في صلواتهم.
  • بئر زمزم: يقع على بُعد 20 مترًا من الكعبة المشرفة.
  • جبل عرفات: يقع في الجزء الشرقي من مكة المكرمة على بُعد 20 كيلومترًا من وسط المدينة.
  • غار حراء: يقع على جبل النور في الجزء الشرقي من مكة المكرمة، على بُعد 4 كيلومترات من المسجد الحرام، وهو الغار الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى