مقترح هدنة جديد في غزة: توافق واسع من حماس وترقب لرد إسرائيلي

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن مقترح وقف إطلاق النار الأخير في غزة، الذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، “يكاد يتطابق” مع المبادرة السابقة التي قدمها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وحظيت بموافقة إسرائيل.
وأوضح الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في الدوحة، أن المقترح الجديد يتضمن مسارا واضحا لوقف دائم لإطلاق النار، مؤكدا أنه “أفضل ما يمكن تقديمه في الوقت الراهن” للحفاظ على أرواح المدنيين في قطاع غزة.
وأضاف أن الوسطاء بانتظار الرد الإسرائيلي على المقترح، مشيرا إلى أنه “لا يوجد إطار زمني محدد للرد، لكن المؤشرات تفيد بأن إسرائيل تدرس الأمر”، معربا عن أمله في أن يكون الرد سريعا وإيجابيا. كما شدد على أن “لا ضمانات حقيقية على الأرض سوى التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاق”، مؤكدا أن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن على تواصل مباشر مع المبعوث الأميركي، وسط “أجواء إيجابية” تحيط بالمفاوضات.
تفاصيل المقترح
شهدت القاهرة خلال الأيام الثلاثة الماضية جولة مكثفة من المفاوضات، حرصت فيها حركة حماس على إشراك مختلف الفصائل الفلسطينية، لتوحيد الموقف وتفادي اتهامها بإفشال المسار التفاوضي أو تعريض سكان القطاع لمزيد من التصعيد.
وبحسب ما نقل الصحفي في قناة الجزيرة، تامر المسحال، فإن المقترح يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة مقابل إطلاق سراح 1700 أسير فلسطيني، بينهم 45 محكوما بالمؤبد و15 آخرون بأحكام عالية.
وينص المقترح على الإفراج عن 8 أسرى إسرائيليين مع بدء الهدنة، التي ستمتد 60 يوما يجري خلالها التفاوض على وقف شامل للحرب. كما سيتم الإفراج عن أسيرين إضافيين في اليوم الخمسين من الهدنة، وتسليم جثث القتلى الإسرائيليين بشكل متدرج.
ويشمل الاتفاق إطلاق سراح 1500 أسير من قطاع غزة، اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما ينص المقترح على انسحاب قوات الاحتلال لمسافة ألف متر عن الحدود مع القطاع، و1200 متر عن المناطق المأهولة، بما يتيح دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب غزة. وفي بعض المناطق، مثل بيت حانون والشجاعية، تمسكت إسرائيل بمسافة الـ1200 متر، وهو ما وافقت عليه حماس لتخفيف معاناة السكان المحاصرين.
ضمانات وتهديدات ميدانية
تعهد الوسطاء بالعمل على منع استئناف الحرب في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد انتهاء الهدنة المقترحة، إلا أن هذا التعهد لم يُدرج رسميا ضمن بنود الاتفاق.
ونقل مصدر مطلع للجزيرة أن هذا المقترح يمثل “أفضل صيغة ممكنة حاليا لتجنيب المدنيين تصعيدا عسكريا جديدا”، حيث سيتيح وقف القتال لمدة 60 يوما، ويعيد انتشار قوات الاحتلال لتسهيل إدخال المساعدات.
في المقابل، لم تعلن إسرائيل رسميا قبولها أو رفضها للمقترح. ونقل موقع “والا” العبري عن مصادر عسكرية أن نحو 80 ألف جندي إسرائيلي يستعدون للمشاركة في عملية لمحاصرة مدينة غزة، في حين حذر مسؤول عسكري من أن أي محاولة لاحتلال المدينة ستكون واسعة النطاق وتشكل خطرا كبيرا على الجيش الإسرائيلي.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الأركان إيال زامير صادق مساء الأحد على خطط ميدانية لاحتلال مدينة غزة.