مع العودة إلى المدارس.. أمراض شائعة تصيب الأطفال وأهم طرق الوقاية منها

مع بداية العام الدراسي وعودة الأطفال إلى الفصول، يزداد خطر انتشار بعض الأمراض الموسمية بين الطلاب، نتيجة التواصل المباشر والمستمر في بيئة مغلقة كالمدارس. فالتقارب الجسدي وتبادل الأدوات والجلوس لساعات طويلة في قاعات الدراسة، يجعل انتقال الفيروسات والبكتيريا أمرًا شائعًا في هذه الفترة من السنة.
تشير الدراسات إلى أن الأطفال في سن المدرسة يُصابون في المتوسط بـ 6 إلى 12 نزلة برد أو مرضًا موسميًا سنويًا، بينما تقلّ هذه الأعداد تدريجيًا مع تقدمهم في العمر واكتسابهم مناعة أقوى ضد الفيروسات الشائعة.
فيما يلي نظرة شاملة على أبرز الأمراض التي تنتشر مع عودة المدارس، وأسبابها وطرق الوقاية منها:
🦠 نزلات البرد
تُعد نزلات البرد أكثر الأمراض شيوعًا خلال العام الدراسي، وهي ناجمة عن فيروسات متعددة، ما يجعل المضادات الحيوية غير فعّالة في علاجها.
تظهر الأعراض عادة على شكل سعال واحتقان وسيلان في الأنف، وقد تُصاحبها حمّى خفيفة أو التهاب في الحلق.
ورغم أن الأعراض غالبًا ما تكون بسيطة، فإنّ الراحة وتناول السوائل بكثرة يساعدان على التعافي السريع.
🤒 التهاب الحلق العقدي
ينتج هذا الالتهاب عن عدوى بكتيرية تنتقل بسهولة بين الطلاب، خاصة عند مشاركة المشروبات أو أدوات الطعام.
من أبرز أعراضه:
- ألم شديد في الحلق
- حمّى وصداع وآلام في المعدة
في هذه الحالة، يوصي الأطباء باستخدام المضادات الحيوية لتفادي المضاعفات وضمان الشفاء الكامل.
🌬️ الإنفلونزا الموسمية
تُعد الإنفلونزا من الأمراض الفيروسية الشائعة التي تظهر مع انخفاض درجات الحرارة وبداية الفصل الدراسي.
تتسبب في ارتفاع الحرارة وآلام الجسم والسعال والاحتقان، وقد تستمر الأعراض من 3 إلى 5 أيام.
يُنصح ببقاء الطفل في المنزل حتى زوال الحمى، لتجنّب نقل العدوى إلى زملائه، كما يُوصى بأخذ اللقاح السنوي للإنفلونزا كوسيلة وقائية فعالة.
🤢 إنفلونزا المعدة (التهاب المعدة والأمعاء)
تُعرف شعبيًا باسم “إنفلونزا المعدة”، وهي ناتجة عن فيروسات تصيب الجهاز الهضمي، وتؤدي إلى القيء والإسهال وآلام البطن.
يُعد هذا المرض معديًا للغاية وينتقل عبر الطعام أو الماء الملوث، أو من خلال الأسطح التي لمسها شخص مصاب.
أهم ما يجب الحرص عليه هو منع الجفاف من خلال شرب كميات كافية من الماء أو المحاليل لتعويض السوائل المفقودة.
👁️ العين الوردية (التهاب الملتحمة)
تُعد من أكثر العدوى انتشارًا بين الأطفال في المدارس، وتظهر على شكل احمرار في العينين مع إفرازات صفراء أو خضراء، قد تؤدي إلى التصاق الجفون صباحًا.
ينتقل المرض بسهولة عن طريق اللمس أو استخدام المناشف المشتركة.
يُنصح بتنظيف العينين بلطف بقطعة قماش دافئة، وفي الحالات البكتيرية، قد يصف الطبيب قطرات مضادة للبكتيريا.
🧼 كيف نحمي أطفالنا من الأمراض المدرسية؟
1. الاهتمام بغسل اليدين
يُعد غسل اليدين بانتظام من أهم وسائل الوقاية.
يجب تعليم الطفل أن:
- يبلل يديه بالماء ويستخدم الصابون.
- يفرك يديه جيدًا لمدة 20 ثانية على الأقل.
- يشطفهما بالماء ويجففهما بمنشفة نظيفة أو يتركهما ليجفا في الهواء.
ينبغي تطبيق هذه العادة قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض وبعد العطاس أو السعال.
2. تجنّب المشاركة في الأدوات الشخصية
من الضروري توعية الأطفال بعدم مشاركة أكواب الماء أو أدوات الطعام أو المناشف مع الآخرين.
كما يجب تعليمهم استخدام المناديل الورقية عند العطس أو السعال والتخلص منها فورًا.
3. تعزيز المناعة بالغذاء والنوم الكافي
يساعد النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضروات والبروتينات على تقوية المناعة.
كما أن حصول الطفل على ساعات كافية من النوم يوميًا يعزز مقاومته للأمراض.
4. التطعيم واللقاحات الدورية
يجب التأكد من التزام الأطفال بجدول التطعيمات، خاصة لقاح الإنفلونزا الموسمية، لحمايتهم من العدوى الفيروسية المنتشرة في المدارس.
مع الوعي والوقاية، يمكن للمدارس والأسر الحدّ من انتشار الأمراض والحفاظ على بيئة تعليمية صحية وآمنة تُمكّن الأطفال من التعلم والنمو دون انقطاع.