محاولات فك شيفرة سجن صيدنايا: الثوار يسابقون الزمن لاكتشاف الأسرار المفقودة


يسابق السوريون الزمن، ويُعلنون عن مكافآت مغرية في محاولاتهم لفك شيفرة الأبواب الإلكترونية لزنازين سجن صيدنايا العسكري، الذي اشتهر بسمعته السيئة في ريف دمشق. ورغم تمكن الثوار من فتح بواباته فجر الأحد بعد سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا السجن لا يزال يمثل لغزًا كبيرًا، وتظل العديد من أسراره مجهولة.
وأكدت فصائل معارضة في وقت مبكر من صباح الأحد، أنها تمكنت من فتح بوابات سجن صيدنايا العسكري بعد فرار حراسه. يُعتبر هذا السجن من أكبر السجون في سوريا، وقد أفادت منظمات حقوقية لسنوات طويلة بتعرض السجناء فيه لأبشع أنواع التعذيب.
ورغم أن الثوار نجحوا في إطلاق سراح آلاف السجناء، فإن بعض الناشطين أفادوا بأن عدد المعتقلين قد يصل إلى 120 ألفًا. وبالرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على تحرير السجن، إلا أن الثوار ما زالوا يسعون جاهدين لفك شيفرة الأقفال واكتشاف المسارات السرية المؤدية إلى السجون الطابقية التي قد تحتوي على آلاف المعتقلين، الذين يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في طوابق تحت الأرض مجهولة العدد.
وقد انتشرت مقاطع فيديو تُظهر محاولات لتكسير الجدران للوصول إلى المعتقلين، لكن هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
وفي إطار الجهود المبذولة، أطلق عدد من الناشطين نداءات للتعاون مع دول ومنظمات ذات خبرة للمساعدة في الوصول إلى المعتقلين المحاصرين تحت الأرض قبل أن يُفوت الأوان. كما بادر رجال أعمال وثوار سوريون برصد مكافآت تصل إلى 100 ألف دولار لمن يعثر على شيفرة الأبواب أو يُساعد في فتح السجن بالكامل.
وتعهد المتبرعون بمنح الأمان وحماية كل من يُدلي بمعلومات حول الأبواب السرية أو “الكودات” الخاصة بفتحها.
وحسب تقرير مراسل الجزيرة، أدهم أبو الحسام، فقد نجحت قوات المعارضة في السيطرة على السجن وتحرير الآلاف من السجناء من الطوابق العليا، ولكن الطوابق السفلية، والتي تعرف بـ “السجن الأحمر”، “السجن الأبيض”، و”السجن الأصفر”، لا تزال مغلقة ومعزولة عن الخارج، حيث يعاني المعتقلون فيها من ظروف مأساوية.
ورغم المحاولات الحثيثة من قبل الأهالي والقوات المعارضة، لم يتمكنوا من الوصول إلى تلك الطوابق. وتشير التقارير إلى وجود أبواب سرية معقدة تؤدي إلى تلك المناطق، وهي مغلقة بإحكام. ومع انقطاع التيار الكهربائي، أصبحت حياة المعتقلين أكثر صعوبة، ويعانون من نقص حاد في المياه والطعام والهواء، مما يدعو المنظمات الدولية والخبراء إلى التدخل الفوري.
وفيما يتم البحث عن هذه الأبواب السرية، فقد أكد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن فرقه التي وصلت إلى سجن صيدنايا لم تتمكن من العثور على أي أبواب سرية رغم استخدام أدوات البحث المتقدمة مثل المجسات الصوتية والكلاب المدربة.
وتبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مصير آلاف المفقودين الذين يعول أهاليهم على العثور عليهم أحياء أو جثثًا في ما يُسمى “مسلخ صيدنايا”، وهو اللقب الذي أطلقه معظم السوريين على هذا السجن.