متلازمة تكيس المبايض: الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج

تعتبر متلازمة تكيس المبايض (PCOS) واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً لدى النساء في سن الإنجاب، وتمثل مجموعة من الأعراض الناتجة عن اختلال الهرمونات الأنثوية والذكورية. وللحديث عن هذه المتلازمة، استضافت عيادة الجزيرة الدكتورة بثينة علي الملا، اختصاصية أمراض النساء والولادة مع الاختصاص الدقيق في المسالك البولية النسائية وطب قاع الحوض في مؤسسة حمد الطبية بقطر.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
هي مجموعة من الأعراض المرضية التي تظهر لدى المريضة وليست مجرد عرض واحد، وتنشأ نتيجة اضطراب نسب الهرمونات الذكرية والأنثوية في جسم المرأة. يحدث هذا الخلل عادة في سن الإنجاب، ويمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية وجمالية وأيضاً تأثيرات على الخصوبة.
أسباب متلازمة تكيس المبايض
لا يوجد سبب واحد واضح للمتلازمة، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة:
- العوامل الوراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة، تزداد المخاطر.
- زيادة الوزن والسمنة: تؤدي إلى اضطراب الهرمونات وزيادة مقاومة الإنسولين.
- مشكلات صحية أخرى: مثل السكري من النوع الثاني ومقاومة الإنسولين.
أعراض تكيس المبايض
تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو تأخرها.
- صعوبة الإنجاب لدى النساء المتزوجات.
- زيادة نمو الشعر على الوجه والجسم بشكل سميك لا يزول بوسائل إزالة الشعر التقليدية.
- اضطراب الهرمونات الذي قد يرفع الكوليسترول ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وسرطان بطانة الرحم.
التشخيص
يبدأ التشخيص بأخذ التاريخ الطبي والعائلي للمريضة واستبعاد الأمراض الأخرى. ويعتمد التشخيص على معايير تسمى معايير روتردام (Rotterdam criteria)، ويؤكد تصوير المبايض وجود أكياس صغيرة حولها.
تأثير المتلازمة على الصحة النفسية
تؤثر الأعراض مثل نمو الشعر الزائد وصعوبة الإنجاب على الصحة النفسية للمرأة، مسببة ضغوطاً اجتماعية ونفسية وتأثيراً على المزاج العام.
العمر المرتبط بالظهور
تظهر أعراض المتلازمة عادة في سن الإنجاب، وتقل احتمالية التشخيص بعد انقطاع الدورة الشهرية.
نمط الحياة والغذاء
لا توجد علاقة مباشرة بين الغذاء والمتلازمة، لكن النمط غير الصحي وزيادة الوزن والسمنة يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بسبب تأثيرها على مقاومة الإنسولين. ومع ذلك، يمكن للنساء النحيفات أيضاً الإصابة بالمتلازمة.
الرياضة وأثرها
ممارسة الرياضة والحفاظ على نمط حياة صحي يساعدان على رفع معدلات الأيض، تقليل الوزن، وتحسين انتظام الدورة الشهرية، وقد يخففان من أعراض المتلازمة بشكل ملحوظ.
توازن هرمونات الإستروجين والبروجسترون
- يعمل التوازن بين الإستروجين والبروجسترون على تنظيم الدورة الشهرية وبناء بطانة الرحم.
- ارتفاع الإستروجين دون مقاومة من البروجسترون قد يؤدي إلى سماكة بطانة الرحم وزيادة خطر سرطان بطانة الرحم، خصوصاً لدى النساء المصابات بتكيس المبايض.
علاج متلازمة تكيس المبايض
يعتمد العلاج على تشخيص الحالة بدقة وتحديد الأهداف لكل مريضة:
- نمط حياة صحي: تغذية متوازنة وممارسة الرياضة لتقليل الوزن.
- حبوب منع الحمل: لتنظيم الدورة الشهرية وموازنة الهرمونات، حتى عند غير المتزوجات، لفترة محددة حسب الحاجة.
- أدوية تنشيط المبايض: لزيادة فرص الحمل إذا كانت المريضة تواجه صعوبة في الإنجاب.
- التدخل الجراحي: كخيار أخير إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.
إمكانية الشفاء
- يمكن أن تكون المتلازمة مؤقتة أو مرتبطة بمرحلة عمرية معينة.
- اتباع نمط حياة صحي واستعادة التوازن الهرموني يمكن أن يؤدي إلى زوال الأعراض، بما في ذلك انتظام الدورة الشهرية ونمو الشعر الطبيعي، ما يسمح بالتوقف عن بعض العلاجات تحت إشراف طبي.