تكنولوجيا

مايكروسوفت وناسا تطلقان روبوت دردشة ذكي لتبسيط معلومات الفضاء عبر الذكاء الاصطناعي

لم يترك الذكاء الاصطناعي مجالاً في حياتنا اليومية إلا وأثر عليه، من الهواتف المحمولة إلى خدمات الأعمال التجارية، وصولاً إلى قطاع الفضاء. حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من التعرف على الفضاء الخارجي، وخاصةً بالنسبة لأولئك المهتمين بتوسيع معرفتهم حول هذا المجال الواسع.

رغم أن المعلومات المتعلقة بالفضاء متاحة بشكل عام، إلا أن فهمها يحتاج إلى خلفية معرفية مسبقة، ما يجعلها صعبة على العديد من المستخدمين. ولتبسيط هذه المعلومات وتوفيرها بشكل يسير، تعاونت شركتا “مايكروسوفت” و”ناسا” لإطلاق نموذج دردشة ذكي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي المعتمدة على خوادم “آزور” و”أوبن إيه آي”. فما الذي يقدمه هذا النموذج؟

روبوت دردشة ذكي مزود بمعلومات وكالة ناسا

تعد وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مصدرًا ضخمًا للمعلومات حول الفضاء، مع اكتشافات يومية في هذا المجال. وعلى الرغم من توفر هذه البيانات بشكل مجاني على موقع الوكالة والمجلات البحثية التابعة لها، فإن فهمها يتطلب غالبًا معرفة مسبقة. هنا يأتي دور روبوت الدردشة الذكي “إيرث كوبايلوت” (Earth Copilot)، الذي طُوِّر بالتعاون بين مايكروسوفت وناسا. هذا الروبوت قادر على استخدام أكثر من 100 بيتابايت من البيانات المتاحة لدى الوكالة (أكثر من 100 ألف تيرابايت)، لتحويل هذه البيانات المعقدة إلى معلومات يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل جميع فئات المجتمع.

نموذج الذكاء الاصطناعي التفاعلي

تم تصميم هذا النموذج ليكون سهل الاستخدام؛ يمكن للمستخدمين الوصول إلى البيانات عبر أسئلة بسيطة، مثل “ما هي درجة حرارة المحيطات؟” أو “كيف يؤثر الاحتباس الحراري على المسطحات المائية؟”، ليحصلوا على إجابات مفهومة بلغتهم اليومية. كما أن البيانات داخل النموذج يتم تحديثها بانتظام، مما يضمن للمستخدمين الوصول إلى المعلومات الأكثر دقة وحداثة.

ويتيح النموذج للمستخدمين من جميع أنحاء العالم الوصول إلى هذه البيانات بلغات بسيطة مشابهة للطريقة التي يستخدم بها الناس “شات جي بي تي”. بالطبع، الوصول إلى هذه النتيجة لم يكن سهلاً، حيث كان من الضروري تطوير نموذج قادر على التعامل مع هذه الكميات الضخمة من البيانات بسرعة ودقة، وهو ما توفره خوادم “مايكروسوفت آزور”.

مبادرة “العلوم المفتوحة” من ناسا

النموذج جزء من جهود ناسا في إطار مبادرة “العلوم المفتوحة”، التي تهدف إلى جعل المعلومات متاحة بسهولة ودون تعقيد لجميع الفئات. ويشمل النموذج أيضًا إمكانية تصوير البيانات وإنشاء رسوم بيانية لتبسيط المعلومات المعقدة، وهي ميزة مهمة في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تقنيات اللغة العميقة.

مرحلة الاختبار والابتكار المستمر

ما زال النموذج يخضع لاختبارات دقيقة في معمل “فيدا” (VEDA) التابع لوكالة ناسا، والذي يهدف إلى ضمان دقة البيانات التي يقدمها. ورغم أن النموذج لم يصبح متاحًا للاستخدام العام بعد، من المتوقع أن يصبح جاهزًا للاستخدام قريبًا.

فرص جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي

يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال مثالًا مبتكرًا لتحويل مكتبات البيانات الضخمة إلى أدوات تفاعلية يسهل الوصول إليها. إذا نجحت هذه التجربة، فإن هذا قد يفتح المجال لتكرارها في مجالات أخرى، مثل تحويل مكتبات تاريخية أو علمية إلى نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على التفاعل مع المستخدمين بشكل مباشر.

إعلان “مايكروسوفت” الأخير يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يحمل الكثير من الفرص غير المستغلة في مختلف المجالات العلمية، مما يبشر بتطورات كبيرة في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى