العناية بالبشرة

لقاح جديد بجرعة واحدة يفتح آفاقًا واعدة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية

نجح فريق من الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ومركز سكريبس للأبحاث في الولايات المتحدة في تطوير لقاح معزز جديد ضد فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، قد يوفر حماية فعالة وطويلة الأمد من خلال جرعة واحدة فقط، مما يفتح آفاقًا واعدة للوقاية من هذا الفيروس الفتاك.

وعلى خلاف معظم الجهود السابقة التي ركزت على البروتينات المستضدية لتحفيز الجهاز المناعي، اعتمد الباحثون في هذا اللقاح على مزيج من المواد المساعدة لتعزيز فعالية اللقاح وتمكينه من البقاء في الجسم لفترة أطول، ما يسمح للجهاز المناعي بتوليد استجابة أوسع وأكثر تنوعًا.

ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Science Translational Medicine في 16 يونيو/حزيران، فإن اللقاح الجديد يحتوي على مادتين مساعدتين تعملان على تنشيط الجهاز المناعي بشكل أكثر فعالية مقارنة باستخدام مادة واحدة فقط أو عدم استخدامها.

فعالية طويلة الأمد داخل العقد الليمفاوية

أظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران أن اللقاح يتراكم في العقد الليمفاوية ويبقى فيها حتى 28 يومًا، وهو ما يمنح الخلايا البائية وقتًا كافيًا لتكوين أجسام مضادة موجهة ضد فيروس HIV.

وقال ج. كريستوفر لوف، أستاذ الهندسة الكيميائية في MIT والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن “النهج المتبع في هذا اللقاح يتميز بإمكانية إبقاء المستضد في الجسم لفترة ممتدة باستخدام مواد نعرفها جيدًا ولا تتطلب تقنيات جديدة”.

وأشار الفريق إلى أن هذه التقنية يمكن تطبيقها مستقبلًا لتطوير لقاحات أحادية الجرعة ضد أمراض أخرى مثل كوفيد-19 والإنفلونزا.

مكونات اللقاح وتفاعلها المناعي

يتضمن اللقاح مادة “الشبّة” المعروفة بقدرتها على تحفيز المناعة الفطرية، وتُستخدم على نطاق واسع في لقاحات البروتين مثل تلك المخصصة لالتهاب الكبد A وB. كما يحتوي على جسيم نانوي يُعرف بـ SMNP، يجمع بين الصابونين الطبيعي المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومركب يعزز الالتهاب.

وساعد هذا المزيج المتطور البروتين المستضدي للفيروس على اختراق الغلاف الواقي للعقد الليمفاوية، والبقاء فيه دون أن يتحلل، ما أدى إلى تعرض الخلايا المناعية له لفترة أطول.

وأوضح لوف أن “الخلايا البائية ظلت تتفاعل مع المستضد على مدى 28 يومًا، مما سمح لها بتحسين استجابتها بشكل مستمر”.

نتائج واعدة: تنوع مناعي أكبر

تحليل الحمض النووي الريبي للخلايا البائية في الفئران أظهر أن تلك التي تلقت اللقاح المحتوي على المادتين المساعدتين أنتجت مجموعة أكثر تنوعًا من الأجسام المضادة مقارنة بتلك التي تلقت لقاحًا تقليديًا.

وبحسب الفريق، فإن هذا التنوع يزيد من احتمالية أن تتمكن أجهزة المناعة لدى الفئران – وربما لدى البشر مستقبلًا – من التعرف على سلالات متعددة من فيروس HIV، ما يمهد الطريق لتطوير لقاح شامل بجرعة واحدة لمكافحة الفيروس.

آفاق مستقبلية

رغم أن نتائج الدراسة ما تزال في مرحلة ما قبل السريرية، فإنها تشير إلى تقدم مهم نحو تحقيق مناعة فعالة ضد فيروس نقص المناعة البشرية من خلال استراتيجية جديدة تعتمد على تمديد مدة التعرض المناعي داخل العقد الليمفاوية باستخدام تركيبات ذكية من المواد المساعدة.

وإذا أثبت هذا النهج نجاحه في التجارب البشرية، فقد يشكل نقلة نوعية في مجال اللقاحات، ليس فقط في مكافحة الإيدز، بل في التصدي لأمراض أخرى تتطلب تحفيزًا مناعيًا طويل الأمد.

زر الذهاب إلى الأعلى