لسان أوزمبيك: كيف تؤثر أدوية فقدان الوزن على حاسة التذوق وتجربة الطعام

بعد ظهور ظاهرة “وجه أوزمبيك” (Ozempic Face) التي ترتبط بفقدان الوزن الشديد نتيجة تناول سيماغلوتيد وأدوية إنقاص الوزن الأخرى، والتي تتسبب في ظهور علامات تقدم العمر على الوجه مثل التجاعيد بسبب فقدان الدهون وترهل الجلد، بدأ الأطباء يتحدثون الآن عن ظاهرة جديدة تُعرف بـ”لسان أوزمبيك”.
يحذر الأطباء من أن هذه الأدوية قد تُحدث تغيرات ملحوظة في حاسة التذوق. فالأمر لا يقتصر على تقليل الشعور بالجوع فحسب، بل يظهر تغيّر في تفضيلات الطعام بشكل ملموس. فقد صرح الدكتور دانيال روزن، أخصائي السمنة في نيويورك، لصحيفة ديلي ميل، بأنه لاحظ أن بعض الأشخاص الذين كانوا يفضلون اللحوم بدأوا يتجنبونها بسبب ظهور طعم “معدني” في الفم عند تناول شرائح اللحم أو النقانق، نتيجة تناولهم أوزمبيك.
وعلى الجانب الآخر، شهد روزن حالات عكسية حيث بدأ بعض النباتيين فجأة بالرغبة في تناول اللحوم، وهو ما يرجع إلى تغيرات في براعم التذوق بفعل الدواء.
تزامن هذا مع دراسة حديثة أجرتها جامعة أركنساس الأمريكية بحثت تأثير أدوية إنقاص الوزن على اختيارات الغذاء، حيث أفاد عدد من المستخدمين بانخفاض استهلاكهم للمشروبات الغازية، الحبوب المكررة، ولحم البقر، مع ملاحظة انخفاض أيضًا في تناول الخضروات النشوية، القهوة، الأسماك، المكسرات، البيض، عصير الفاكهة، والحليب. في المقابل، زاد استهلاك الفواكه، الخضراوات الورقية، والماء.
يرى الدكتور روزن أن هذه التغيرات قد تكون مرتبطة بطريقة عمل الدماغ، موضحًا أن “التذوق لا يقتصر على اللسان فقط، بل يشمل الدماغ أيضًا”. وأضاف أن أدوية الـ”جي إل بي-1″ (GLP-1) تقلل تأثير الدوبامين الناتج عن تناول الطعام، مما يقلل متعة الأكل، وقد يكون هذا السبب وراء تغير حاسة التذوق.
ويشير إلى أن تثبيط نظام المتعة في الدماغ بواسطة هذه الأدوية يفسر شعور البعض بأن مذاق الطعام تغير أو أصبح باهتًا أو موحدًا، كما أبلغ بعض المرضى عن طعم معدني في الفم لا علاقة له بالطعام نفسه، وهو ما يمكن اعتباره جزءًا من “لسان أوزمبيك”.
علاوة على ذلك، تسبب أدوية أوزمبيك ومثيلاتها بطء في إفراغ المعدة، مما يؤدي إلى مشاكل مثل حرقة المعدة والارتجاع، نتيجة تأثيرها في إبطاء عملية الهضم.
ويعتبر تغير التذوق، أو ما يُعرف بـ”خلل التذوق” (dysgeusia)، من الآثار الجانبية الشائعة لأوزمبيك، رغم أن بيانات المنتج تشير إلى أنه يؤثر على أقل من 0.4% من مستخدمي الدواء. وقد وصف بعض المرضى تجاربهم بأنها تتضمن مذاقًا مالحًا مبالغًا فيه، أو مرارة في الأطعمة مثل السلطات، رقائق البطاطس، القهوة، أو الشوكولاتة الداكنة، إلى جانب طعم معدني أو غريب، وجفاف الفم، ورائحة كريهة.
وأبلغ بعض المرضى أن تغير التذوق الذي يعانونه يشبه ما واجهوه أثناء الإصابة بكوفيد-19.
بالرغم من أن هذه التغيرات قد تساعد في إنقاص الوزن لأن البعض يقلل من تناول أطعمتهم المفضلة، إلا أن البعض الآخر يعبر عن قلقه من هذا التأثير.
وفي دراسات متباينة، لم تُثبت دراسة صغيرة أجريت عام 2021 فرقًا واضحًا بين أوزمبيك والعلاج الوهمي فيما يخص اضطرابات التذوق، بينما أظهرت دراسة أخرى على 30 امرأة بدينة تحسن حساسية التذوق لمختلف النكهات الأساسية بعد تناول السيماغلوتيد.
يبقى السبب الدقيق وراء تأثير أوزمبيك على التذوق وجفاف الفم غير واضح، لكن يُعتقد أنه قد يرتبط بتغيرات جينية في خلايا اللسان.
بجانب ذلك، تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لأوزمبيك اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، القيء، الإسهال، آلام المعدة، والإمساك، وتتفاوت شدتها بين خفيفة إلى شديدة.