تكنولوجيا

كاي فو لي: رائد الذكاء الاصطناعي الذي يقود الصين نحو التفوق التكنولوجي

في سبتمبر الماضي، أدرجت مجلة “تايم” الأميركية اسم كاي فو لي، عالم الذكاء الاصطناعي ومؤسس شركة “01.AI” المتخصصة في تطوير الذكاء الاصطناعي، ضمن قائمتها لأهم 100 شخصية في هذا المجال. ورغم أن القائمة ضمت أسماء بارزة مثل مارك زوكربيرغ وسام ألتمان، إلا أن كاي فو لي أثبت مكانته بصفته أحد أبرز رواد الذكاء الاصطناعي، حيث يقود جهود الصين لمنافسة تقنيات متقدمة مثل “شات جي بي تي”.

مسيرته الشخصية والعلمية

ولد كاي فو لي في تايوان عام 1961، حيث حصل على الجنسية التايوانية رغم أصول والده الصينية. غادر مع عائلته إلى الولايات المتحدة عام 1973، وهناك أكمل دراسته الجامعية في علوم الحاسب بجامعة “كولومبيا” عام 1983، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة “كارنيجي ميلون” عام 1988. قدّم خلال دراسته نموذج “سفينكس”، أول نموذج ذكاء اصطناعي للتعرف على الكلام.

إنجازاته المهنية

انطلق كاي فو لي في مسيرته المهنية مع شركة “آبل” عام 1990، حيث تولى رئاسة قسم الأبحاث والتطوير، وساهم في تطوير أنظمة مثل “كاسبر” للتعرف على الصوت و”بلين توك” لتحويل النصوص إلى كلام. لاحقًا، انتقل إلى “مايكروسوفت” عام 1998 وأسّس فرعها البحثي في آسيا، الذي أصبح مرجعًا عالميًا في علوم الحاسب. وفي عام 2005، انضم إلى “غوغل” لتأسيس مكتبها في الصين، ما أثار نزاعًا قانونيًا مع “مايكروسوفت” بسبب خرق مزعوم لاتفاقية عدم المنافسة.

ريادة الأعمال

بعد ترك “غوغل” عام 2009، أسس كاي فو لي صندوق “سينوفيشن” للاستثمار برأس مال بلغ 2.5 مليار دولار، بهدف دعم رواد التقنية في الصين. وفي عام 2023، أطلق شركته الخاصة “01.AI” التي تسعى لمنافسة “شات جي بي تي”، وتمكنت من جمع تمويلات تتجاوز مليار دولار من مستثمرين بارزين مثل “علي بابا”.

رؤيته المستقبلية

يرى كاي فو لي أن الذكاء الاصطناعي سيغير العالم جذريًا، متوقعًا تطور الذكاء الاصطناعي العام (AGI) في المستقبل القريب. ويؤمن بأن الصين تمتلك موارد لغوية وقواعد بيانات ضخمة تؤهلها للريادة العالمية في هذا المجال.

بفضل مسيرته العلمية والمهنية الحافلة، أثبت كاي فو لي أنه ليس مجرد اسم في قائمة، بل أحد العقول التي ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي.

زر الذهاب إلى الأعلى