الأخبار الوطنية

قطاع الزراعة والسيادة الغذائية في موريتانيا: ست سنوات من التحول العميق نحو تحقيق الأمن الغذائي

شهد قطاع الزراعة والسيادة الغذائية في موريتانيا خلال السنوات الست الماضية حراكًا تنمويًا واسعًا وإصلاحات هيكلية عميقة، شكّلت انطلاقة فعلية نحو تحقيق الأمن الغذائي الوطني، في إطار تنفيذ برنامج “السيادة الغذائية الوطنية” الممتد حتى أفق 2030.

تحول نوعي في البنية التحتية الزراعية

عرف القطاع نقلة نوعية تمثلت في تحديث أنظمة الري، واستصلاح عشرات الآلاف من الهكتارات في ولايات الضفة (كوركول، لبراكنه، گيدي ماغه والترارزة)، بالإضافة إلى إدخال المكننة الزراعية الحديثة القادرة على التكيف مع التغيرات المناخية. وقد تم ذلك في إطار شراكات دولية وبرامج إنمائية عززت الإنتاج الزراعي الوطني بشكل ملموس، فضلاً عن دعم المزارعين من خلال التمويل والتكوين.

كما أُنشئت مراكز متخصصة لتخزين المحاصيل في مناطق الإنتاج للحد من الفاقد بعد الحصاد وتحسين سلسلة القيمة الزراعية، مما ساهم في رفع نسب الاكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات (كالأرز والقمح والخضراوات).

رؤية استراتيجية وبرامج طموحة

ضمن برنامج “السيادة الغذائية الوطنية”، تسعى الحكومة إلى تقليص التبعية الغذائية بنسبة 50% خلال السنوات الخمس القادمة، من خلال توسيع الزراعة المروية والمطرية وتطوير الموارد المائية السطحية والجوفية، وتمكين الشباب والنساء عبر مشاريع زراعية مدرة للدخل.

وفي لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء، استعرض السيد عبد الله ولد باب ولد زياد، مدير إدارة التخطيط والإحصاء والتعاون والمتابعة والتقييم بوزارة الزراعة والسيادة الغذائية، حصيلة ما تحقق خلال مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدًا أن القطاع شهد تحولات استراتيجية غير مسبوقة تعكس إرادة سياسية قوية لتحقيق السيادة الغذائية.

تنوع الحملات الزراعية وتوسيع الرقعة المزروعة

أوضح ولد زياد أن الوزارة نظّمت ثلاث حملات زراعية سنويًا: صيفية لزراعة الأرز في المناطق المروية، وخريفية لزراعة الحبوب التقليدية كالدخن والذرة في المناطق المطرية، وشتوية لإنتاج الخضروات باستخدام الري التكميلي.

وقد بلغت المساحة الزراعية المستغلة نحو 177 ألف هكتار، في مؤشر واضح على اتساع الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج المحلي، ضمن سياسة تقليص الاعتماد على الواردات.

تعزيز البنية التحتية المائية

شهدت مأمورية الرئيس إنشاء 121 سدًا وصيانة أكثر من 281 كيلومترًا من المحاور المائية، وفي الفترة الممتدة من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، استُكملت أعمال بناء 11 سدًا فيما تتواصل الأعمال في 14 سدًا إضافيًا استعدادًا للحملة الزراعية 2025-2026.

دعم الإنتاج والمزارعين

تم توفير وتوزيع كميات معتبرة من البذور بلغت 500 طن من الحبوب التقليدية و1700 كلغ من بذور الخضروات، مع تسييج المساحات الزراعية في المناطق المطرية وتوزيع معدات المكننة الزراعية من محاريث وجرارات، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية للمزارعين.

وأنشأ القطاع شراكات ثلاثية بين الوزارة، الإدارات الجهوية، والمستفيدين، كما دعم إدارة حماية النباتات عبر توفير آليات تدخل ميداني، بما في ذلك سيارات رباعية الدفع وفرق أرضية مجهزة بوسائل مكافحة، إضافة إلى طائرات بدون طيار وطائرة مروحية لمكافحة الطيور الضارة، مما ساهم في تقليص الأضرار التي تهدد إنتاج الحبوب.

مشاريع هيكلية وتوسيع المساحات المزروعة

أشرف رئيس الجمهورية على إطلاق مشروع استصلاح 1475 هكتارًا مرويًا في لبراكنه الغربية، ويجري العمل على تأهيل 550 هكتارًا أخرى، اكتمل منها 500 هكتار ستدخل مرحلة الإنتاج في الحملة الخريفية الجارية.

ويُنتظر أن تؤدي عمليات الحفر والتعميق الجارية إلى تأهيل 20 ألف هكتار (منها 9 آلاف ستُستغل فورًا)، مع إنشاء أربع محطات ري جديدة. كما يُدرس حالياً تعميق وصيانة محاور مائية لاستصلاح 50 ألف هكتار لزراعة القمح والخضروات، من خلال شراكات مع القطاع الخاص.

نتائج موسم 2024-2025 الزراعي

بلغت حصيلة المحاصيل خلال حملة 2024-2025:

  • 135,417 طناً من الحبوب التقليدية من مساحة 277,424 هكتارًا.
  • 481,854 طناً من الأرز من مساحة 97,444 هكتارًا.
  • 134,025 طناً من الخضروات من مساحة 8935 هكتارًا.

برمجة الحملة الزراعية 2025-2026

وضعت الوزارة خطة متكاملة لحملة 2025-2026 تمتد من يونيو 2025 إلى يونيو 2026، وتشمل الزراعة المطرية والمروية وزراعة الخضروات، مع زيادة المساحات المزروعة اعتمادًا على توقعات موسم أمطار واعد، وإدخال تقنيات مكننة جديدة وزيادة المدخلات الزراعية (البذور ومبيدات الآفات).

دعم الشعب الزراعية وتطوير الواحات

  • شعبة الحبوب التقليدية: إعادة تأهيل السدود، توفير البذور، الحواجز والسياج، واقتناء 88 جرارًا و1500 محراث.
  • شعبة الأرز: تنظيف قنوات الري، فك العزلة عن المزارع، إنشاء منشآت لجلب المياه، وتوسعة القنوات.
  • شعبة الخضروات: تم توفير 900 طن من بذور البطاطا، 7920 كلغ من البذور الأخرى، 70 كلم من السياج، 35 بيتًا محميًا، مضخات ري ومضخات شمسية.
  • قطاع الواحات: حفر وتجهيز 40 بئرًا، إنشاء 10 خزانات مياه، تجهيز 100 هكتار بشبكات ري، تركيب 25 كلم من الأسوار الشبكية، وتجهيز 25 بئرًا بمضخات شمسية، والعمل جارٍ لاقتناء 8000 شتلة نسيجية (Vitro-plants).

زر الذهاب إلى الأعلى