قبل أن تشتري “ماك بوك” للدراسة: أسباب وجيهة تجعلك تعيد التفكير في القرار

يُعتبر “ماك بوك” من آبل أحد أكثر الحواسيب المحمولة جاذبية من حيث التصميم والأداء، وغالباً ما يُنظر إليه كخيار مثالي للطلاب الجامعيين. غير أن وراء هذه الصورة اللامعة، توجد مجموعة من الأسباب المنطقية التي تستحق التفكير قبل اتخاذ قرار الشراء، خصوصاً إذا كان الهدف استخدامه في الدراسة أو المشاريع الأكاديمية.
مشكلات التوافق
من أبرز التحديات التي قد تواجه الطلاب عند استخدام “ماك بوك” أو حتى “آيباد” في الدراسة الجامعية هي قيود التوافق مع البرامج. فالكثير من التخصصات، خاصة في مجالات الهندسة أو التصميم أو البرمجة، تعتمد على برامج تعمل حصراً على نظام ويندوز مثل “سوليدووركس” (SolidWorks)، والتي لا تتوفر إصدارات متوافقة منها مع نظام macOS.
وقد يضطر بعض الطلاب إلى تثبيت نظام ويندوز افتراضياً على الجهاز لتشغيل هذه التطبيقات، لكن هذه التجربة مرهقة وغير عملية، خاصة أن الأجهزة المزودة بمعالجات “آبل سيليكون” لا تدعم سوى نسخة ARM من ويندوز، ما يعني أن العديد من البرامج لن تعمل إطلاقاً.
أما بالنسبة لأجهزة “آيباد”، فرغم التطورات التي شهدها نظامها التشغيلي، لا تزال محدودة في تشغيل بعض البرامج التقنية أو أدوات البرمجة المتخصصة، مما يجعلها خياراً غير عملي للتخصصات العلمية أو التقنية المتقدمة.
صعوبة الترقية
أحد أكبر عيوب “ماك بوك” هو عدم إمكانية ترقيته بعد الشراء. فذاكرة الوصول العشوائي (RAM) ووحدات التخزين مدمجة في اللوحة الأم باستخدام تقنية “الذاكرة الموحدة”، ما يجعل الترقية مستحيلة لاحقاً. وبالتالي، إذا اخترت إصداراً بذاكرة 8 غيغابايت مثلاً، فقد يصبح محدود الأداء بعد عامين فقط من الاستخدام، دون أي خيار سوى شراء جهاز جديد بالكامل.
لذلك، على الطالب الذي يبحث عن جهاز يمكنه الاعتماد عليه لسنوات طويلة التفكير في حاسوب أكثر مرونة من حيث الترقية والتحديث.
التكلفة المرتفعة
يُعد السعر من أبرز العوائق أمام الطلاب، إذ تُعرف أجهزة “ماك بوك” بارتفاع تكلفتها مقارنةً بمنافسيها، سواء في الشراء أو الصيانة أو حتى في شراء الملحقات مثل لوحة المفاتيح والفأرة الأصلية.
فعلى سبيل المثال، رفع سعة التخزين من 256 إلى 512 غيغابايت يكلف نحو 200 دولار إضافي، رغم أن تكلفة المكون الفعلية لا تتجاوز بضعة عشرات من الدولارات. وينطبق الأمر نفسه على زيادة الذاكرة العشوائية.
أما في حالة “آيباد برو”، فبمجرد إضافة القلم ولوحة المفاتيح، يقفز السعر من 999 دولاراً إلى أكثر من 1400 دولار، ما يجعله أقرب إلى حواسيب فئة الأعمال وليس خياراً اقتصادياً للطلاب.
تعقيدات الصيانة
تصميم “ماك بوك” المدمج يجعل صيانته معقدة ومكلفة، إذ تُلحم معظم المكونات الحيوية – مثل الذاكرة والتخزين والمعالج – في اللوحة الأم. وبالتالي، فإن أي عطل بسيط قد يستلزم استبدال اللوحة بالكامل بتكلفة تقترب من ثمن جهاز جديد.
وإذا تعطلت لوحة المفاتيح أو منفذ الشاشة، غالباً ما تُستبدل أجزاء كبيرة من الجهاز بدلاً من إصلاح المكون نفسه، وهو ما يزيد من تكاليف الصيانة ويجعلها مرهقة للطلاب.
آراء الطلاب وتجاربهم
في نقاشات على منصة “ريديت”، عبّر العديد من الطلاب عن تجاربهم المتباينة مع أجهزة “ماك بوك”. بعضهم أشاد بموثوقيتها وطول عمرها، بينما رأى آخرون أن تكلفتها المبالغ فيها وصعوبة إصلاحها تجعلها خياراً غير عملي للدراسة.
وقال أحد المستخدمين: “أجهزة ماك بوك ممتازة لمن يستخدم تطبيقات بسيطة مثل أوفيس، لكنها ليست مناسبة للتخصصات التي تعتمد على برمجيات هندسية أو تحليلية معقدة”.
في حين أشار آخر إلى أن “ماك بوك جهاز رائع، لكنه غير قابل للترقية إطلاقاً، وإذا تعطّل جزء صغير فقد تحتاج إلى دفع ثمن جهاز جديد بالكامل”.
خلاصة
رغم تفوق “ماك بوك” في التصميم والجودة والأداء، إلا أن قيود التوافق، وصعوبة الترقية، والتكلفة المرتفعة تجعل منه خياراً يحتاج إلى دراسة متأنية قبل الشراء. فإذا كنت طالباً في تخصص يتطلب برامج خاصة أو تحتاج لجهاز عملي طويل الأمد، فقد يكون من الأفضل التفكير في بدائل أخرى توفر مرونة أكبر وتكلفة أقل.









