صحة

فرط الحركة ونقص الانتباه يزيد من مخاطر اضطراب ما قبل الحيض لدى النساء

كشفت دراسة حديثة أن النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية المرتبطة بالدورة الشهرية، حيث تزيد هذه الحالة من احتمالية إصابتهن باضطراب ما قبل الحيض المزعج بما يقارب ثلاثة أضعاف.

ويُعرف اضطراب ما قبل الحيض المزعج (Premenstrual Dysphoric Disorder – PMDD) بأنه حالة صحية تصيب نحو 3% من النساء حول العالم، وقد تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، مسببة أعراضاً تشمل تقلبات المزاج، الانفعال، الاكتئاب، والقلق. تظهر هذه الأعراض عادةً في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية وتختفي مع بدايتها، إلا أن الحالة قد تؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل زيادة خطر محاولة الانتحار.

الدراسة أجراها باحثون من جامعة كوين ماري في لندن، ونشرت نتائجها في المجلة البريطانية للطب النفسي في 18 يونيو/حزيران الماضي، مع تغطية إعلامية من صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وقد شملت الدراسة استطلاعاً عبر الإنترنت لـ715 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و34 عاماً في المملكة المتحدة، حيث سُئلن عن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وعن إصابتهن باضطراب ما قبل الحيض المزعج، وما إذا كان لديهن تشخيص طبي رسمي للاضطراب، إضافة إلى تأثير هذه الأعراض على حياتهن اليومية.

وأظهرت النتائج أن حوالي 31% من النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يعانين أيضاً من اضطراب ما قبل الحيض المزعج، في حين بلغت النسبة بين النساء اللاتي سجلن درجات عالية من أعراض الاضطراب (سواء تم تشخيصهن رسمياً أم لا) حوالي 41%. وبالمقابل، فإن نحو 9% فقط من النساء غير المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يستوفين معايير اضطراب ما قبل الحيض المزعج.

وأشارت الدراسة إلى أن النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واللواتي لديهن تاريخ من الاكتئاب أو القلق يكن أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. من بين الأعراض الأكثر شيوعاً الانفعال، الشعور بالإرهاق، والاكتئاب، بينما قد تكون النساء المصابات بالاضطراب أكثر عرضة أيضاً للإصابة بالأرق.

وتشير أبحاث إضافية إلى أن النساء المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة لمشكلات الصحة النفسية خلال فترات التغيرات الهرمونية الأخرى، مثلما وجدت إحدى الدراسات ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بعد استخدام موانع الحمل الهرمونية الفموية المركبة، فضلاً عن زيادة خطر اكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بغير المصابات بالاضطراب.

ويؤكد البحث أن اضطراب ما قبل الحيض المزعج يمكن أن يكون له آثار عميقة وسلبية على حياة النساء، مما يستدعي الوعي المبكر والتشخيص الطبي والدعم النفسي المناسب للتخفيف من أضراره.

زر الذهاب إلى الأعلى