عودة النازحين إلى شمال غزة.. انتصار للمقاومة واستسلام إسرائيلي وفق بن غفير


في تطور لافت على الساحة الفلسطينية، بدأ النازحون الفلسطينيون بالعودة إلى شمال قطاع غزة صباح اليوم الاثنين، بعد أكثر من 15 شهراً من إجبارهم على النزوح بفعل العدوان الإسرائيلي. ويأتي هذا التطور بعد اتفاق تم التوصل إليه مساء أمس، يقضي بانسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، مما أتاح الفرصة لعودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطقهم المدمرة.
بن غفير: استسلام إسرائيلي وانتصار لحماس
أثار هذا الحدث ردود فعل إسرائيلية غاضبة، حيث اعتبر الوزير الإسرائيلي المستقيل والمتطرف إيتمار بن غفير أن السماح بعودة النازحين يمثل “استسلاماً تاماً” من قبل حكومته أمام حركة حماس.
وكتب بن غفير في منشور عبر منصة “إكس”:
“فتح محور نتساريم وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، وهو جزء مهين من صفقة غير مسؤولة.. هذه ليست ملامح نصر مطلق، بل استسلام كامل.”
وأضاف بن غفير مهاجماً الحكومة الإسرائيلية:
“جنود الجيش الإسرائيلي لم يضحوا بأرواحهم في غزة ليكون هذا هو الثمن، علينا العودة للحرب ومواصلة تدمير حماس.”
حماس: شعبنا ينتصر على الاحتلال ويعود رغم الدمار
من جهتها، رحّبت حركة حماس بعودة النازحين، معتبرة أن هذه الخطوة تثبت فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية.
وجاء في بيان صادر عن الحركة:
“مشاهد عودة الحشود الجماهيرية إلى مناطقهم رغم دمار البيوت تؤكد عظمة شعبنا وصموده في أرضه رغم الألم والمأساة.”
وشددت حماس على أن عودة الأهالي تدحض كل محاولات الاحتلال لتهجيرهم وكسر إرادتهم، مضيفة:
“هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة والتشبث بالأرض رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا.”
كما دعت الحركة إلى تكثيف الجهود لإيصال المساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق القطاع، في ظل الظروف الإنسانية القاسية.
تفاصيل الاتفاق: تبادل رهائن مقابل عودة النازحين
يأتي هذا التطور في أعقاب جهود وساطة قطرية، أسفرت عن تفاهم بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، يقضي بتبادل الأسرى مقابل عودة النازحين.
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عن تفاصيل الاتفاق، قائلاً:
“تم التوصل إلى تفاهم يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها قبل يوم الجمعة المقبل، مقابل السماح بعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.”
وأشار الأنصاري إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن:
- إفراج حماس عن ثلاثة أسرى إسرائيليين يوم الجمعة المقبل.
- إطلاق سراح ثلاثة رهائن آخرين يوم السبت.
- تقديم معلومات عن عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
- قيام الاحتلال الإسرائيلي بتقديم قائمة بأسماء 400 فلسطيني ممن تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك كل يوم أحد.
مشاهد العودة.. حشود تجتاز الدمار مشياً على الأقدام
مع انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، تدفقت آلاف العائلات الفلسطينية مشياً على الأقدام نحو مدينة غزة، في مشهد يعكس إرادة الفلسطينيين الصلبة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، رغم الدمار الكبير الذي طال مناطقهم.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشار أعداد كبيرة من العائلات وهي تسير عبر الطرقات المدمرة، وسط مشاعر مختلطة بين فرحة العودة ومرارة الواقع المأساوي الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منازلهم وبنيتهم التحتية.
رسالة سياسية: هزيمة استراتيجية لإسرائيل؟
يُعد هذا الحدث ضربة سياسية وأمنية لحكومة الاحتلال، التي سعت خلال عدوانها الطويل إلى فرض واقع جديد في قطاع غزة من خلال التهجير القسري. لكن العودة الجماعية للفلسطينيين، رغم تدمير بيوتهم، أظهرت فشل هذه الاستراتيجية، وأكدت مرة أخرى صمود الشعب الفلسطيني في وجه المحاولات الإسرائيلية لاقتلاعه من أرضه.
ختاماً
بينما يرى الاحتلال الإسرائيلي أن السماح بعودة النازحين خطوة “مهينة”، تحتفي المقاومة الفلسطينية وشعبها بهذا الحدث باعتباره انتصاراً جديداً في معركة الصمود والبقاء. ومع استمرار التحركات السياسية والميدانية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستواصل إسرائيل التصعيد أم أن هذه التطورات ستفتح الباب أمام تهدئة أوسع في القطاع؟