تحقيقات

على إثر إغلاق ملف مختبر الشرطة، الفنانة عليه بنت أعمر تشيت تُحيي وتتغنى بأمجاد اللواء مسغارو سيدي اقويزي

في لحظة استثنائية امتزج فيها الفن بالرمز، والإنشاد بالعدالة، عادت الفنانة الموريتانية عليه بنت أعمر تيشيت لتصدح بإنشادها الشهير “بيت حرب” للفريق مسغارو ولد أغويزي، احتفاءً بقرار القضاء الموريتاني حفظ ملف مختبر الشرطة، في مشهد حمل دلالات معنوية عميقة، وأعاد الاعتبار للكلمة حين تُقال في وقتها.

وجاء إنشاد بنت أعمر تيشيت قويًّا ومتماسكًا، وهي تقف بين يدي الفريق، بنبرة يطغى عليها الاعتزاز والثبات، وكأن الصوت نفسه تحوّل إلى شهادة فنية على مرحلة، ورسالة انتصار مغلّفة بروح التراث الحساني الأصيل، حوّلت المناسبة من مجرد حدث قضائي إلى لحظة رمزية مكتملة الأبعاد.

ومن بين الأبيات الحسانية التي صدحت بها الفنانة، ورددت أصداء الفخر في المكان، قولها:

يلّ يعمل عمرك يطوالي
لعرب عدّت امسكنه
بالزنف هي وزَكال
واحمار العين أفطن عنها
يولد أغويزي يَفِلال لعرب
واكرمها وَسَطْفَلْها

أبيات جسّدت معاني الشهامة وكرّست قيم “أتمغفير” المتجذّرة في الوجدان، وهو ما عبّرت عنه الفنانة عقب الإنشاد بعبارتها الحسانية الدالة: “أذاك اصّ أمعاه ش ثاني”، في إشارة إلى ثقل المعنى وصدق اللحظة.

ولم يكن هذا المشهد منفصلًا عن الذاكرة الفنية، إذ أعاد للأذهان تمايل الفريق ذات يوم على نغمات صوتها في بيكي، وهي تردد:

مهلاً فؤادي لا تذهب بك الفكر

في استعادة تختصر علاقة الفن بالقيم، والإنشاد بالمواقف.

وبهذا الحضور، تؤكد عليه بنت أعمر تيشيت مرة أخرى أنها أكثر من منشدة؛ إنها حارسة للذاكرة، ولسان حال الوجدان الجمعي، تُخلّد بالصوت ما تعجز عنه النصوص، وتمنح لحظات الكرامة والانتصار مكانها المستحق في سجل التراث الحساني الخالد.

زر الذهاب إلى الأعلى