علماء روس يبتكرون مادة مضيئة فوق بنفسجية تقضي على 99.9% من البكتيريا خلال 40 دقيقة

نجح فريق من الباحثين الروس في تطوير مادة جديدة ذات قدرة فائقة على إصدار ضوء فوق بنفسجي لمدة قياسية تصل إلى 40 دقيقة، ما يمكّنها من القضاء على ما يصل إلى 99.9% من أنواع البكتيريا، وفق ما أكدته نتائج دراسة حديثة نُشرت مؤخراً.
وتمكن العلماء في جامعة الأورال من تصميم مركب يعتمد على فوسفات الإيتريوم، يمتاز بخواص مطهرة قوية، ويُتوقع أن يشكل بديلاً فعّالاً لمصابيح الأشعة فوق البنفسجية الزئبقية المستخدمة حالياً في التعقيم.
توهج طويل الأمد وفعالية مضاعفة
أظهرت التجارب أن المادة الجديدة قادرة على التوهج بالأشعة فوق البنفسجية لمدة تقارب 40 دقيقة بعد تعريضها للأشعة السينية، وهو رقم قياسي مقارنة بتجارب مماثلة أُجريت سابقاً في الصين، والتي لم يتجاوز فيها التوهج 15 دقيقة.
وبحسب الفريق البحثي، فقد تم تطوير المادة على شكل مساحيق سيراميكية تحتوي على فوسفات الإيتريوم، والتي تُشحن بالأشعة السينية وتُطلق ضوءًا فوق بنفسجي طويل الأمد يطهر الأسطح والسوائل بفعالية عالية.
وتبين أن إشعاع المادة المطوّرة أكثر فعالية بنسبة 70% من مصادر الأشعة فوق البنفسجية التقليدية (القريبة والمتوسطة)، مما يجعلها خياراً مثالياً لتطبيقات واسعة في مجال مكافحة العدوى وتعقيم البيئات الحساسة.
تطبيقات طبية واعدة
في تعليقها على أهمية الاكتشاف، أوضحت الدكتورة يوليا كوزنتسوفا، كبيرة الباحثين في المشروع، أن المركب يمكن استخدامه في المجال الطبي، لا سيما في تعقيم الغرسات الجراحية. وأضافت: “عند تغطية الغرسة بطبقة من هذه المادة، يمكن تعقيمها عبر تعريضها للأشعة السينية، ويستمر تأثير التطهير حتى بعد زرعها داخل الجسم، مما يقلل احتمالية حدوث التهابات ناتجة عن البكتيريا الخارجية”.
ويُتوقع أن يسهم هذا الابتكار في تطوير حلول تعقيم أكثر أماناً وكفاءة، خصوصاً في ظل التوجه العالمي نحو التخلص من التقنيات التي تعتمد على الزئبق بسبب مخاطرها البيئية.