شارك في إستطلاع الإنتخابات الرئاسية الموريتانية

عاجل
ثقافة

علماء الآثار المغاربة يكتشفون ميناءً أثرياً في منطقة أول في الرباط

علماء آثار مغاربة يكتشفون منطقة “أول” ميناء أثري في الرباط

أعلن علماء الآثار المغاربة يوم الجمعة الماضي عن اكتشاف منطقة ميناء قديم تُعرف بـ “أول” في المغرب، والتي تعد امتدادًا لموقع شالة أو سلا في الرباط. يتمتع موقع شالة بالتصنيف كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو. خلال أعمال الحفر الأثرية التي أجراها فريق من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) على الضفة اليسرى لنهر أبي رقراق، تم اكتشاف مساحة مرصوفة بالحجر الجيري الأزرق محاطة بمبانٍ تحتوي على أعمدة ومذبح للبخور يُستخدم في الطقوس الدينية.

شالة هي إحدى أقدم المدن التاريخية في المغرب وتقع على ربوة تُطل على نهر أبي رقراق. إنها موقع يثير فضول الزوار بسبب غموضه وتاريخه العريق. تحمل في أعماقها أسرار الأجيال السابقة، وهي مرور للحضارات ومقبرة للملوك والشهداء، ومكان للعلماء والأبرار، وهي أيضًا موطن للأساطير والحكايات.

عبد العزيز الخياري، عالم الآثار، أشار إلى أهمية هذا الاكتشاف، حيث يُعد هذا هو أول اكتشاف لبقايا منطقة ميناء قديمة في المغرب. يُعتقد أن تاريخ الميناء يعود إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي في العصر الروماني. سيستمر البحث والتنقيب لتحديد وظيفة هذه المباني وتاريخها، وكذلك للعثور على آثار أخرى يمكن أن تقودنا إلى ميناء سلا.

بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف حمامات عامة تم بناؤها في بداية القرن الثاني الميلادي، والتي تغطي مساحة تقرب من ألفي متر مربع. هذا يشير إلى أن الموقع كان يحتوي على واحدة من أكبر المنشآت الحرارية في المغرب القديم. تم اكتشاف أيضًا مقبرة جديدة تعود إلى القرن الثاني الميلادي، تحتوي على “كولومباريوم” وهي مقبرة وثنية قديمة تضم 5 محاريب تحتوي على جرار رماد جنائزي. كما تم اكتشاف جزء من سور المدينة القديمة بالإضافة إلى تمثال أنثى بدون رأس.

معبر الحضارات

على مرّ تاريخها الطويل، شهدت مدينة سلا تعاقبًا للحضارات المتعددة، وعرفت فترات ازدهار في مختلف المجالات، ولا سيما في المجال العمراني حيث تعدت الأسوار والحصون والأبراج والسقايات والأبواب والفنادق والأضرحة لتشكل متحفًا مفتوحًا يعكس أنماط العمارة المختلفة.

تعود أقدم مراحل تاريخ موقع شالة إلى العصور الفينيقية، حيث يُرجح أنها نشأت في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد. تمتاز مدينتها بموقعها الاستراتيجي بين نهر أبي رقراق والمحيط الأطلسي، مما دفعها إلى البناء والتطوير كمدينة تربط بين ليكسوس (العرائش) وموكادور (الصويرة).

بعد الفينيقيين، أصبحت شالة عاصمة للقرطاجيين وعرفت فترة ازدهار أثناء الحكم الروماني، لكن تراجعت أهميتها خلال الفترة الوندالية، ثم استعادت أبها في فترات الحكم البيزنطي والقوطي.

تم فتح المدينة عقبة بن نافع أيام يزيد بن معاوية في سنة 62 للهجرة، حيث اعتنق أهل المدينة الإسلام لكنهم انتقلوا إلى المسيحية لاحقًا. وكررت هذه الحالة عندما فتحها مرة أخرى موسى بن نصير في سنة 90 للهجرة في عهد عبد الملك بن مروان. ومن ثم، دخل المولى إدريس، مؤسس أول دولة إسلامية مستقلة في المغرب الأقصى، المدينة في سنة 172 هجرية (القرن الثامن الميلادي).

هشام الأحرش، الذي يهتم بتاريخ الرباط، أشار إلى أن حدود مدينة شالة خلال الفترة الرومانية لا تزال غامضة حتى اليوم، وتتجاوز حدود الأسوار التي بنيت خلال فترة حكم الدولة المرينية للمغرب في القرن الثالث عشر الميلادي.

زر الذهاب إلى الأعلى