صحة

علاجات إنقاص الوزن بين التحول الطبي والاستخدام الواسع: خبراء يوصون بجعل “مونجارو” و”ويغوفي” الخيار الأول

أكد أطباء وخبراء دوليون أن علاجي إنقاص الوزن “مونجارو” و”ويغوفي” يمثلان نقلة نوعية في التعامل مع السمنة، معتبرين أنهما يجب أن يكونا العلاج الأول في “معظم الحالات”، نظراً لفعاليتهما العالية وتأثيرهما الصحي الواسع. وجاء ذلك ضمن إرشادات جديدة أصدرتها الجمعية الأوروبية لدراسة السمنة وأشاد بها متخصصون في تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

وأظهرت الدراسات أن حقن سيماغلوتيد – المكوّن النشط في “ويغوفي” و”أوزيمبيك” – تساعد البالغين على فقدان نحو 14% من الوزن خلال 72 أسبوعاً. أما عقار تيرزيباتيد المعروف باسم “مونجارو”، فقد حقق نتائج أكبر، حيث فقد مستخدموه 20% من وزنهم في الفترة نفسها.

وقالت الدكتورة أندريا سيودين من جامعة برشلونة المستقلة، والمؤلفة المشاركة في الإرشادات، إن هذه الأدوية “أحدثت تحولاً جذرياً في رعاية السمنة ومضاعفاتها”، مشيرةً إلى أنها أصبحت الأكثر فعالية مقارنة بغيرها من العقاقير المتوافرة في الأسواق.

توصيات بحثية جديدة مدعومة بدراسات دولية

الإرشادات التي نشرتها مجلة نيتشر ميديسن اعتمدت على تحليل شامل للأبحاث الحالية، ووضعت خوارزمية تساعد الأطباء في اختيار العلاج الأنسب وفق حالة كل مريض، وحجم الوزن المراد فقدانه، ووجود مضاعفات صحية مرافقة.

وخلص الفريق البحثي إلى أن تيرزيباتيد وسيماغلوتيد هما الخيار الأمثل عند الحاجة إلى فقدان وزن كبير، بينما يمكن اللجوء إلى خيارات أخرى – مثل ليراغلوتايد ونالتريكسون-بوبروبيون وفينترمين-توبيراميت – في حالات تتطلب فقداناً أقل في الوزن.

فوائد تتجاوز إنقاص الوزن

تشير الإرشادات إلى أن لهذه الأدوية فوائد صحية إضافية محتملة تشمل تحسين الحالات المرتبطة بالسمنة، مثل:

  • أمراض الكلى المزمنة
  • متلازمة تكيس المبايض
  • الاضطرابات العصبية التنكسية
  • بعض أنواع السرطان
  • الاضطرابات المرتبطة بالصحة النفسية

غير أن المؤلفين يؤكدون أن الأدلة المباشرة لا تزال محدودة، وأن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد الفوائد بشكل قاطع.

البعد الاقتصادي والمعضلة الصحية

وتطرقت الإرشادات إلى التحديات الاقتصادية، مشيرة إلى أن تكلفة العلاج تختلف بين الدول، إلا أنها شددت على ضرورة احتساب تكلفة عدم علاج السمنة وما تسببه من أضرار صحية لاحقاً، مثل تلف الأعضاء الطرفية وتفاقم المضاعفات.

وقالت البروفيسورة باربرا ماكجوان من مستشفى جايز وسانت توماس في لندن إن هذه التوجيهات تمثل إطار العمل الأول الذي يراعي وجود المضاعفات المرتبطة بالسمنة، موضحةً أن “تصميم علاج مناسب لكل مريض عملية معقدة تتطلب مراعاة شدة السمنة، ووجود الأمراض المصاحبة، والعلاجات الأخرى”.

وتؤكد الإرشادات الجديدة أن السمنة لم تعد مجرد مشكلة وزن زائد، بل حالة صحية متعددة الأبعاد تحتاج إلى تدخلات علاجية دقيقة تعتمد على أحدث ما توصل إليه الطب، لتقليل الخطورة وتحسين جودة الحياة على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى