عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة


نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية مقالًا للكاتب روبرت بيب، عالم السياسة الأمريكي المتخصص في شؤون الأمن الوطني والدولي، حيث أشار إلى أن إسرائيل، بعد مرور تسعة أشهر على حربها الجوية والبرية في غزة، لم تتمكن من هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل على العكس، أصبحت الحركة أقوى مما كانت عليه قبل هجوم “طوفان الأقصى”.
وأوضح بيب أن العيب الأساسي في إستراتيجية إسرائيل لا يكمن في فشل التكتيكات أو القيود السياسية والأخلاقية على القوة العسكرية، بل في الفشل الشامل والصارخ في فهم مصادر قوة حماس.
واعتبر بيب أن إسرائيل أخفقت بشكل كبير في إدراك أن المذبحة والدمار اللذين أطلقتهما في غزة لم يؤديا إلا إلى زيادة قوة حماس. وأشار إلى أن التركيز على عدد قتلى حماس يجعل من الصعب تقييم قوتها الحقيقية، موضحًا أن الحركة رغم خسائرها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من غزة وتحظى بدعم هائل من سكانها.
وأشار إلى تقييم إسرائيلي حديث يؤكد أن حماس لديها الآن عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة مقارنة برفح في الجنوب. وأضاف أن حماس تشن حاليًا حرب عصابات تتضمن كمائن وقنابل يدوية الصنع، مما قد يطيل أمد الحرب حتى نهاية عام 2024 على الأقل. وأكد بيب أن حماس لا تزال قادرة على ضرب إسرائيل وأن أكثر من 80% من شبكة أنفاقها تحت الأرض لا تزال صالحة للاستخدام.
وأوضح بيب أن قوة حماس لا تأتي من العوامل المادية النموذجية التي يستخدمها المحللون للحكم على قوة الدول، بل من قدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين. وأكد أن هذه القدرة متجذرة في الدعم الكبير الذي تستمده الحركة من مجتمعها.
وأضاف أن الاستطلاعات تشير إلى زيادة دعم المجتمع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لحماس، موضحًا أن هذا الدعم مرتفع للغاية. وأشار إلى أن العقوبات الإسرائيلية لم تردع سكان غزة عن دعم الهجمات المسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين أو تقليص دعمهم لحماس.
وفي ختام مقاله، أكد بيب أن الوقت قد حان للاعتراف بأن السبيل العسكري وحده لا يمكنه هزيمة حماس. فهي ليست مجرد مجموعة من المقاتلين، بل حركة سياسية واجتماعية قوية تحظى بدعم شعبي واسع، مما يجعلها أكثر قوة وجاذبية مما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.