طالبة أمريكية تكشف: هكذا غششت باستخدام الذكاء الاصطناعي

اعترفت طالبة تبلغ من العمر 17 عامًا، تدرس في المرحلة الثانوية بولاية نيوجيرسي الأميركية، بأنها استخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي العام الماضي للغش في عدد من المواد الدراسية، أبرزها اللغة الإنجليزية والرياضيات والتاريخ، وذلك خلال حديثها مع صحيفة وول ستريت جورنال، حيث استعرضت تجربتها الشخصية وسلطت الضوء على الأثر المتنامي للذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية.
قالت الطالبة إنها لجأت إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي” و”جيميني”، لإنجاز العشرات من الواجبات، مبررة ذلك بأن المهام كانت مملة ومعقدة في بعض الأحيان، كما أنها كانت تسوّف العمل إلى اللحظات الأخيرة، ما يجعل الوقت غير كافٍ لإنجاز المهام بنفسها. وأضافت أن استخدام هذه الأدوات ساعدها في توليد الأفكار ومراجعة المفاهيم، وهي أمور يُسمح بها غالبًا من قبل المعلمين، لكنها كانت تعتمد عليها أيضًا في إتمام المهام بالكامل.
وأوضحت أن “جيميني” ساعدها بفعالية في حل مسائل الرياضيات، فيما قدم لها “شات جي بي تي” حسابات دقيقة لتقارير مختبر العلوم، وشرح مقاطع معقدة في بحث تاريخي قامت بتعديلها لاحقًا لتجنب اكتشاف الأمر.
ورغم استخدامها المكثف للذكاء الاصطناعي، أقرت الطالبة في نهاية المطاف بأنها لم تكتسب المعرفة الحقيقية، وقررت التوقف عن استخدامه في سنتها الدراسية الأخيرة، مؤكدة أنها ترغب في الاعتماد على قدراتها الذاتية قائلة: “حاولت أن أبتعد قليلًا عن الذكاء الاصطناعي وأركز على نفسي”.
مخاوف تربوية… وأدوار غائبة
يشير بعض المعلمين إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحمل فائدة تعليمية إذا وُجّه بشكل صحيح، إلا أنهم يحمّلون أولياء الأمور المسؤولية الأكبر في الرقابة، مؤكدين أن شركات الذكاء الاصطناعي تقدم دعماً محدوداً مقارنة بالبرامج التعليمية الرسمية.
ووفقًا لإحصائية أجرتها شركة “إمباكت ريسيرتش” عام 2023، فإن نحو 40% من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة اعترفوا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” لإكمال واجباتهم دون إذن المعلمين، في حين أن نصف طلاب الجامعات تقريبًا يستخدمون هذه التقنيات بانتظام، خاصة في كتابة الأبحاث والدراسات.
وأفادت شركة “أوبن إيه آي” أن عدد مستخدمي “شات جي بي تي” الأسبوعيين بلغ نحو 400 مليون، مشيرة إلى أن الطلاب يُعدون من أكثر المستخدمين نشاطًا، على أمل أن تتحول هذه الأداة إلى مرجع دائم لديهم عند البحث عن إجابات.
الذكاء الاصطناعي: وسيلة للغش؟
الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة يسلكها كثير من الطلاب لتسهيل إنجاز واجباتهم، وتجنب الجهد، دون إدراك لتأثير ذلك على تحصيلهم المعرفي. وتتمثل أبرز وسائل الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي فيما يلي:
- كتابة المقالات والأبحاث: باستخدام أدوات مثل “شات جي بي تي” التي تعتمد على التعلم العميق، يمكن للطلاب توليد مقالات فريدة وسريعة يصعب اكتشاف نسخها.
- أدوات التدقيق والتحرير: مثل “غرامرلي”، والتي تحسّن النصوص بشكل قد يتجاوز مستوى الطالب الحقيقي، ما يضلل المعلم بشأن قدراته.
- حل الأسئلة بسرعة: تساعد روبوتات الدردشة في الإجابة عن الأسئلة الفورية، ما يحوّل الاختبارات إلى “كتاب مفتوح”.
- حل المسائل الرياضية: أدوات مثل “فوتوماث” و”Wolfram Alpha” تقدم حلولًا مفصلة للمسائل، لكنها قد تضعف مهارات التفكير التحليلي لدى الطلاب.
- تقنيات التزييف العميق: يبتكر بعض الطلاب مقاطع فيديو مزيفة لعروض تقديمية، مما يشكل تهديدًا أخلاقيًا خطيرًا.
- تحليل بيانات الامتحانات السابقة: يعتمد بعض الطلاب على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوقّع أنماط الأسئلة المستقبلية.
- منصات المساعدة في الواجبات: مثل “Chegg”، التي تُستخدم أحيانًا خلال الامتحانات رغم أنها تمنع الغش رسميًا، لكنها لا تراقب هوية المستخدمين بدقة.
كيف تكتشف استخدام أطفالك للذكاء الاصطناعي؟
لمعرفة ما إذا كان أطفالك يستخدمون الذكاء الاصطناعي في حل واجباتهم، يمكن الاستعانة بعدة مؤشرات واستراتيجيات:
- مدة الإنجاز: إذا أنهى الطالب واجبه في وقت قياسي، فقد يكون اعتمد على أدوات ذكية.
- أسلوب الكتابة: إذا لاحظت اختلافًا كبيرًا في المفردات أو الأسلوب، فقد لا يكون النص من إنتاجه.
- الانتظام والمثالية: الإجابات التي تخلو من الأخطاء تمامًا وتغطي كل النقاط بشكل نمطي تدل على تدخل غير بشري.
- قلة الأمثلة: النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي تميل إلى العمومية، بينما يميل الطلاب إلى سرد أمثلة شخصية.
- أدوات الكشف: يمكن استخدام أدوات مثل “GPTZero” و”Scribber” لاكتشاف المحتوى المولّد آليًا، رغم محدودية دقتها.
خاتمة
ما بين المساعدة والتحايل، يبقى استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم قضية معقدة تتطلب توازناً دقيقًا بين الاستفادة من إمكاناته والتصدي لمخاطر التواكل والغش، خاصة مع الجيل الرقمي الذي باتت المعرفة لديه على بُعد نقرة واحدة فقط.