ثقافة

ضرورة معرفة شذرات من السيرة العطرة للهادي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويتصل نسبه الشريف بالنبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ومن هنا كان نسبه طاهراً مباركاً متصلاً بآباء النبوة ورسالة السماء.

وينتمي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة قريش، إحدى أكرم القبائل العربية وأرفعها شأناً ومكانة، والتي كانت لها الزعامة الدينية والاجتماعية في الجزيرة العربية.

مولده الشريف

وُلد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل في مكة المكرمة، فكان مولده فجراً جديداً أضاء الكون بالهدى والرحمة.

مراحل الدعوة المباركة

مرت دعوة الإسلام التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة مراحل عظيمة، منها:

1- الدعوة السرية (3 سنوات)

بدأت في مكة حيث دعا المقربين إليه، وتحمل مع أصحابه الأذى والثبات حتى اشتد عود الدعوة.

2- الدعوة الجهرية في مكة

وقف صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا داعياً قومه إلى توحيد الله ونبذ الشرك، فواجه حرباً عنيفة من المشركين، وحصاراً في شعب أبي طالب لكنه بقي ثابتاً.

3- الهجرة إلى المدينة

كانت نقطة التحول الكبرى في تاريخ الدعوة؛ حيث أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى ووحّد بين المهاجرين والأنصار، وأرسى دستور المدينة.

4- الجهاد ونشر العدل

قاد صلى الله عليه وسلم المعارك الكبرى مثل بدر وأحد والخندق وفتح مكة، حتى انتصر الإسلام وانهارت أصنام الجاهلية، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وامتد نور الإسلام داخل الجزيرة العربية وخارجها.

خطبة الوداع

في العام العاشر للهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على عرفات مخاطباً الأمة بخطبة خالدة سطّر فيها أهم المبادئ الإنسانية والأخلاقية، ومن أجمل ما قال فيها:

“يا أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”
“تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي”
“لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى”

كانت وصاياه صلى الله عليه وسلم إعلاناً لحقوق الإنسان، وترسيخاً للعدل والمساواة والمؤاخاة.

وفاته صلى الله عليه وسلم

انتقل الحبيب المصطفى إلى الرفيق الأعلى يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ عن عمر ثلاثٍ وستين سنة، بعد أن أتم تبليغ الرسالة وأدى الأمانة وترك الأمة على المحجة البيضاء.

محبة النبي صلى الله عليه وسلم

محبته ليست اختياراً بل فرضاً على كل مسلم، قال صلى الله عليه وسلم:

“لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين”

فمحبته باتباع سنته ونشر خلقه والاقتداء بنوره الذي أضاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى