زيلينسكي: أي اتفاق مع روسيا دون أوكرانيا “ضد السلام” وكييف لن تتخلى عن أراضيها

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أي تسوية للصراع مع روسيا دون إشراك أوكرانيا “ستكون ضد السلام” وستفضي إلى “حلول عقيمة لن تنجح مطلقاً”، مؤكداً أن بلاده “لن تنتهك الدستور بشأن وحدة أراضيها، ولن تتخلى عن أي جزء منها للمحتلين”.
وجاءت تصريحاته تعليقاً على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة المقبلة في ولاية ألاسكا، لبحث اتفاق نهائي بين موسكو وكييف بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
وفي منشور على منصات التواصل، شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا منفتحة على “حلول حقيقية” يمكن أن تحقق السلام، لكنه حذر من أن أي ترتيبات تُبرم من دون مشاركة كييف “لن تكون سوى خطوات ضد السلام”. وأكد أن وحدة الأراضي الأوكرانية، كما ينص عليها الدستور، “غير قابلة للتفاوض”، مشيراً إلى أن أي سلام دائم يجب أن يضمن وجود أوكرانيا على طاولة المفاوضات.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن بلاده “لن تقدم أي مكافأة لروسيا على ما ارتكبته”، وأن الشعب الأوكراني “لن يتنازل عن أرضه للمحتل”.
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق، خلال قمة في البيت الأبيض جمعته مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، بأن هناك “إمكانية لتبادل بعض الأراضي بين روسيا وأوكرانيا”، دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
وتطالب موسكو بأن تتنازل كييف عن أربع مناطق تسيطر عليها جزئياً هي: دونيتسك، ولوغانسك، وزاباروجيا، وخيرسون، إلى جانب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. غير أن أوكرانيا ترفض هذه المطالب، وتشدد على ضرورة انسحاب القوات الروسية من كامل أراضيها، والحصول على ضمانات أمنية غربية تشمل استمرار تسليحها ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.
ورغم عقد ثلاث جولات تفاوضية بين الجانبين، لم تُحقق أي نتائج ملموسة. كما لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت القمة المرتقبة ستقرب فرص السلام، في ظل استبعاد بوتين لقاء زيلينسكي حالياً، رغم إصرار الأخير على أن هذا اللقاء ضروري لتحقيق أي تقدم نحو اتفاق نهائي.
وتُعد قمة ألاسكا المرتقبة أول اجتماع بين رئيس أميركي ونظيره الروسي منذ لقاء جو بايدن وبوتين في جنيف عام 2021، فيما كان آخر لقاء بين ترامب وبوتين في قمة مجموعة العشرين باليابان عام 2019، مع إجراء اتصالات هاتفية بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
تطورات ميدانية
ميدانياً، أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية، فجر السبت، إصابة ستة أشخاص بينهم طفل، واندلاع حرائق في مواقع عدة نتيجة قصف روسي على مقاطعة خاركيف. وأظهرت صور نشرتها الهيئة عبر “تليغرام” حرائق في مرافق مختلفة، من بينها المبنى الإداري لمستشفى في منطقة بوهدوخيف، إضافة إلى مبانٍ أخرى.
وفي المقابل، أفادت وسائل إعلام روسية بفرض قيود على حركة الطائرات في مطارات فلاديكافكاز، وكازان، وكالوغا، ونيجنكامسك، وسامارا، وأوليانوفسك. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط هجوم أوكراني خلال الليلة الماضية استهدف عدة مقاطعات، مؤكدة تدمير 97 طائرة مسيرة.