الأخبار العالمية

روسيا تتمسك بالتصعيد العسكري وأوكرانيا تراهن على دور الصين وأوروبا تدعو لتعزيز الدعم

أكدت موسكو، اليوم الأربعاء، أنه لا خيار أمامها سوى مواصلة هجومها العسكري الواسع على أوكرانيا، في وقت اعتبرت فيه كييف أن بكين تملك القدرة على الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، بينما شددت برلين على ضرورة تكثيف الدعم الأوروبي لأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مقابلة إذاعية، إن بلاده ماضية في ما تسميه “العملية العسكرية الخاصة” لضمان مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس فلاديمير بوتين منذ البداية، مضيفًا: “نفعل ذلك من أجل حاضر بلادنا ومستقبلها ولأجيال كثيرة مقبلة، وبالتالي لا بديل لدينا”.

ورد بيسكوف على تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وصف روسيا بأنها “نمر من ورق”، قائلاً إن موسكو “دبّ وليست نمراً”، مشددًا على أن “لا وجود لشيء اسمه دب من ورق”، مع اعترافه بأن الاقتصاد الروسي يواجه بعض الصعوبات رغم استقراره العام.

وكان ترامب قد صرّح أمس بأن كييف قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة في ظل ما تواجهه روسيا من أزمات اقتصادية، واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ذلك “تحولًا كبيرًا” في الموقف الأميركي. لكن بيسكوف ردّ بأن القوات الروسية تتقدم على الجبهات، وأن “مسار الحرب واضح”، مشيرًا إلى أن فرص التقارب بين موسكو وواشنطن باتت شبه معدومة بعد تغير مفاجئ في موقف ترامب.

ورغم انتقاده، أكد بيسكوف أن بوتين يقدر جهود ترامب لإنهاء الحرب.

الصين بين الحياد والضغط المحتمل

من جهته، قال زيلينسكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الصين، في حال رغبت، قادرة على إجبار موسكو على وقف الحرب، موضحًا: “بدون الصين، روسيا بوتين لا قيمة لها، ومع ذلك غالبًا ما تلتزم بكين الصمت بدلاً من العمل من أجل السلام”.

في المقابل، أكد نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، غينغ شوانغ، أن بلاده منذ بداية الأزمة تحافظ على موقف “موضوعي وغير منحاز”، داعيةً إلى وقف القتال والدفع نحو محادثات سلام تؤدي إلى حل سياسي.

زيلينسكي أشاد بالدعم الأميركي، مؤكداً أن كييف وافقت على جميع مقترحات واشنطن لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع موسكو، لافتًا إلى أن “موسكو تخشى أميركا وتنصت إليها”.

دعوة أوروبية لمضاعفة الدعم

على الصعيد الأوروبي، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول دول القارة إلى زيادة دعمها العسكري والسياسي لأوكرانيا، مشددًا على أن تصريحات ترامب الأخيرة لا ينبغي أن تقلل من مسؤولية أوروبا تجاه كييف.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت المواقف الجديدة للرئيس الأميركي السابق ستترجم إلى تغييرات جوهرية في السياسة الأميركية تجاه روسيا، بما في ذلك احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة، خاصة أنه كان قد اقترح في وقت سابق تنازل أوكرانيا عن أراضٍ مقابل تحقيق السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى