رغم صمته تهديفيًا.. ميسي يسرق الأضواء ويُنقذ افتتاح مونديال الأندية بحضور جماهيري تاريخي

رغم غيابه عن التسجيل أو صناعة الأهداف، أثبت النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مجددًا قيمته الكبيرة مع فريق إنتر ميامي، وذلك خلال مواجهة الأهلي المصري التي انتهت بالتعادل السلبي فجر الأحد، في افتتاح النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية 2025.
ورغم الأداء الهادئ داخل المستطيل الأخضر، كانت القيمة الحقيقية لميسي خارج حدود الملعب، حيث ساهم بشكل مباشر في إنقاذ الحضور الجماهيري للمباراة الافتتاحية التي كانت تشكّل مصدر قلق حقيقي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). فقد امتلأت مدرجات ملعب “هارد روك” في ميامي بـ61 ألف متفرج من أصل سعة 65 ألفًا، في أجواء احتفالية أعادت الطمأنينة لمنظمي البطولة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت عن مخاوف سابقة لدى “فيفا” من إمكانية ضعف الإقبال الجماهيري، إذ أشارت إلى أن التقديرات الأولية لم تكن تتوقع حضور أكثر من 20 ألف متفرج. وعلى الرغم من نفي الاتحاد الدولي لتلك المخاوف، فإن تخفيض أسعار التذاكر إلى نحو 55 دولارًا (بعد أن كانت تُباع بـ230 دولارًا في يناير و349 دولارًا بعد القرعة) كشف عن مساعٍ لتشجيع الحضور الجماهيري، مدعومة بحملة ترويجية مكثفة قبيل انطلاق البطولة.
وسلطت شبكة ريليفو الإسبانية الضوء على عامل آخر أثّر على الحماس الجماهيري، وهو غياب ثلاثة من أبطال الدوريات الأوروبية الكبرى عن البطولة: برشلونة (إسبانيا)، ليفربول (إنجلترا)، ونابولي (إيطاليا)، ما قلّص من الجاذبية العامة للمسابقة.
قراءة فنية للمباراة
على المستوى الفني، أشار خافيير ماسكيرانو، مدرب إنتر ميامي، إلى أن فريقه دخل المباراة متوترًا في الشوط الأول، لكنه استعاد توازنه تدريجيًا. وأضاف: “كنا أكثر صبرًا في الشوط الثاني، وتحكمنا أكثر بالكرة وخلقنا فرصًا حقيقية كان من الممكن أن تمنحنا الفوز”.
وأكد ماسكيرانو على أهمية اللعب الذكي حول ميسي قائلاً: “عندما نجد ليو في الأماكن المناسبة ونمرر له بشكل صحيح، تتضاعف فرصنا، لكن في الشوط الأول كنا نحاول الوصول إليه مباشرة، في حين أن الأهلي كان منظمًا ومستعدًا لذلك تمامًا”.
من جانبه، قال البرتغالي خوسيه ريبيرو، مدرب الأهلي المصري: “سيطرنا بشكل جيد على الشوط الأول وخلقنا بعض الفرص، لكننا افتقدنا اللمسة الأخيرة. في الشوط الثاني تحسّن أداء إنتر ميامي، وكان بإمكان المباراة أن تذهب في أي اتجاه”.
وأضاف ريبيرو: “حرصنا منذ البداية على الحد من خطورة ميسي، خاصة في الكرات الثابتة والتمريرات المرتدة، ونجحنا في ذلك إلى حد كبير”.
هكذا، رغم غياب الأهداف، كانت مواجهة الأهلي وإنتر ميامي مسرحًا لحضور جماهيري تاريخي وتأثير واضح لنجم بحجم ميسي، الذي لا يزال يثبت أن قيمته تتجاوز ما يُقدمه على أرض الملعب.