دراسة تكشف عن آلية جديدة لانتقال الغلوكوز وتأثير الميتفورمين على الأمعاء

كشفت دراسة حديثة أن الغلوكوز (سكر الدم) ينتقل بشكل طبيعي من الدم إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تتغذى عليه ميكروبات الأمعاء المفيدة وتحوّله إلى مركبات ضرورية للجسم.
وأظهرت الدراسة أن دواء الميتفورمين (Metformin)، المستخدم في علاج السكري، يعزز إفراز الغلوكوز في الأمعاء بمقدار أربعة أضعاف، وهو ما قد يمهد لتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة لتنظيم ميكروبيوم الأمعاء وتحسين صحة المرضى.
تفاصيل الدراسة وآثارها
أُجريت الدراسة على يد باحثين من جامعة كوبي اليابانية ونُشرت في مجلة Communications Medicine في 3 مارس/آذار الجاري، كما تناولها موقع EurekAlert.
كيف تستفيد ميكروبات الأمعاء من الغلوكوز؟
تلعب ميكروبات الأمعاء دورًا رئيسيًا في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وهي مصدر الطاقة الأساسي للخلايا المبطنة للأمعاء. كان يُعتقد سابقًا أن هذه الأحماض تنتج فقط من تخمير الألياف الغذائية، لكن الدراسة الجديدة أظهرت أن الغلوكوز نفسه يساهم في هذه العملية.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن مرضى السكري الذين يتناولون الميتفورمين يفرزون كميات أكبر من الغلوكوز داخل أمعائهم مقارنةً بغيرهم.
الغلوكوز والأمعاء.. مسار غير متوقع
وجد الباحثون أن الغلوكوز يُفرز في البداية في الصائم (Jejunum)، وهو جزء من الأمعاء الدقيقة، ثم ينتقل إلى الأمعاء الغليظة والمستقيم، حيث يتحوّل إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة بفعل ميكروبات الأمعاء.
يقول د. أوغاوا واتارو، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الغدد الصماء بجامعة كوبي:
“لقد فوجئنا باكتشاف أن حتى الأفراد غير المستخدمين للميتفورمين يظهرون مستوى معينًا من إفراز الغلوكوز في الأمعاء. يشير هذا إلى أن إفراز الغلوكوز في الأمعاء هو ظاهرة فسيولوجية شائعة لدى الحيوانات، فيما يعمل الميتفورمين على تعزيز هذه العملية.”
وأظهرت الدراسة أن الميتفورمين يزيد من إفراز الغلوكوز في الأمعاء بمعدل أربعة أضعاف لدى البشر والفئران، سواء كانوا مصابين بالسكري أم لا.
آفاق بحثية جديدة
يقوم فريق البحث حاليًا بمزيد من الدراسات لفهم كيفية تأثير الميتفورمين وأدوية السكري الأخرى على إفراز الغلوكوز وميكروبات الأمعاء ومنتجاتها الأيضية.
ويضيف د. أوغاوا:
“إفراز الغلوكوز من الأمعاء ظاهرة فسيولوجية لم تكن معروفة سابقًا. إن فهم الآليات الجزيئية الأساسية لهذه العملية، وكيفية تأثير الأدوية عليها، قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تهدف إلى تنظيم ميكروبيوم الأمعاء وتحسين صحة المرضى.”