دراسة برازيلية تحذر: المحليات الصناعية قد تسرّع تدهور الذاكرة والقدرات الذهنية

حذّر باحثون من جامعة ساو باولو في البرازيل من أن بعض المحليات الصناعية الشائعة قد تؤدي إلى آثار سلبية على صحة الدماغ على المدى الطويل، بعد أن كشفت دراسة حديثة عن ارتباط بين الاستهلاك المرتفع لهذه المواد وتراجع مهارات التفكير والذاكرة، خاصة لدى مرضى السكري.
نتائج مثيرة للقلق
نُشرت الدراسة في مجلة Neurology في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المحليات الصناعية أظهروا تدهورًا أسرع بنسبة 62% في القدرات المعرفية مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل. أما الفئة المتوسطة في الاستهلاك، فقد شهدت تراجعًا بمعدل 35%.
وقالت الدكتورة كلوديا كيمي سويموتو، مؤلفة الدراسة، في بيان رسمي:
“يُنظر إلى المحليات منخفضة السعرات الحرارية على أنها بديل صحي للسكر، لكن نتائجنا توضح أن بعض هذه المحليات قد تُحدث تأثيرات ضارة على الدماغ بمرور الوقت”.
منهجية الدراسة
شملت الدراسة أكثر من 12 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 35 و74 عامًا من مختلف أنحاء البرازيل، جميعهم غير مصابين بالخرف عند بداية الدراسة. وتمت متابعتهم لمدة ثماني سنوات، خضعوا خلالها لاختبارات دورية لقياس الذاكرة، وسرعة المعالجة، والطلاقة اللفظية.
قسّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات وفقًا لمستويات استهلاكهم من المحليات الصناعية، التي شملت سبعة أنواع رئيسية:
أسيسلفام-ك، أسبارتام، إريثريتول، سكرين، سوربيتول، تاجاتوز، إكسيليتول.
وتبيّن أن الاستهلاك الأعلى من الأسبارتام كان يعادل علبة واحدة من مشروبات الصودا الدايت يوميًا، بينما بلغ متوسط استهلاك السوربيتول نحو 64 ملغ يوميًا.
آثار على الأعصاب والذاكرة
أظهرت نتائج الدراسة أن المحليات الصناعية قد تحفّز التهابات عصبية أو تسبّب اضطرابات في محور الأمعاء – الدماغ، وهو ما يؤثر على الإدراك العام والذاكرة العاملة. كما لوحظ أن المشاركين دون سن الستين الذين يستهلكون كميات كبيرة من المحليات أظهروا تراجعًا أسرع في الطلاقة اللفظية والقدرات المعرفية.
وأشار سويموتو إلى أن “هذه النتائج تبرز أهمية الانتباه إلى العادات الغذائية منذ سن مبكرة، حيث يمكن للتدخل الوقائي أن يحقق تأثيرًا طويل الأمد في حماية الدماغ”.
تأثير خاص على مرضى السكري
أوضحت الدراسة أن الارتباط بين استهلاك المحليات الصناعية وتراجع القدرات المعرفية كان أوضح لدى مرضى السكري، الذين يميلون عادة إلى استبدال السكر بالمحليات الصناعية لتفادي ارتفاع مستويات الجلوكوز.
عند تحليل المحليات بشكل منفصل، وُجد أن أسيسلفام-ك، أسبارتام، إريثريتول، سكرين، سوربيتول، وإكسيليتول جميعها ارتبطت بانخفاض أسرع في الإدراك العام، خصوصًا في الذاكرة.
ضرورة الحذر والوعي الغذائي
خلص الباحثون إلى أن النتائج لا تُثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين استهلاك المحليات الصناعية وتدهور القدرات العقلية، لكنها تشير إلى صلة مقلقة تستدعي الحذر، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة مثل مرضى السكري وكبار السن.
وأكدت سويموتو في ختام حديثها:
“ينبغي النظر إلى المحليات الصناعية بعين الحذر، فبينما تُستخدم كوسيلة لتقليل السكر والسعرات، قد تكون لها تأثيرات غير متوقعة على صحة الدماغ على المدى الطويل.”