دراسة: السيطرة على عوامل الخطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم تقلل من خطر الوفاة المبكرة

كشفت دراسة علمية حديثة أن التحكم الفعال في عدد من العوامل الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الوفاة المبكرة، سواء بسبب أمراض القلب أو السرطان.
وأجريت الدراسة بالتعاون بين باحثين من جامعة تولين الأميركية وجامعة سنترال ساوث الصينية، ونُشرت نتائجها في مجلة Precision Clinical Medicine العلمية، كما أوردها موقع “يوريك أليرت” المتخصص في الأبحاث الطبية.
نتائج واعدة للمصابين بارتفاع الضغط
وخلص الباحثون إلى أن مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين تمكنوا من السيطرة على عدد أكبر من العوامل المرتبطة بحالتهم لم يكونوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بالأشخاص الأصحاء. وبيّنت النتائج أن إدارة هذه العوامل بشكل فعال ساهم في تقليل مخاطر الوفاة الناتجة عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية على وجه الخصوص.
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أبرز التحديات الصحية عالمياً، حيث يصيب أكثر من ثلث البالغين، ويُعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة المرتبطة بأمراض القلب المزمنة والسكتات الدماغية.
نقص في الدراسات التراكمية
ورغم توفر علاجات فعالة للسيطرة على ضغط الدم، فإن العديد من المرضى يظلون عرضة لمضاعفات خطيرة بسبب سوء إدارة عوامل أخرى مثل السمنة، وارتفاع الكوليسترول، والسكري، والخمول البدني. وتشير الدراسة إلى أن الأبحاث السابقة تناولت هذه العوامل بشكل منفصل، في حين ركّزت هذه الدراسة على تأثير السيطرة المتزامنة عليها.
تحليل 8 عوامل صحية
حلّل الباحثون بيانات نحو 71 ألف شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وركزوا على ثمانية مؤشرات صحية قابلة للتعديل، شملت:
- ضغط الدم
- مؤشر كتلة الجسم
- محيط الخصر
- الكوليسترول الضار (LDL)
- مستوى السكر التراكمي
- نسبة الزلال في البول
- حالة التدخين
- النشاط البدني
وقُسم المشاركون إلى مجموعات بناءً على عدد العوامل التي تمكنوا من السيطرة عليها بفعالية.
نتائج المتابعة طويلة الأجل
وعلى مدى متابعة استمرت قرابة 14 عامًا، تبيّن أن الأشخاص الذين سيطروا على عدد أكبر من هذه العوامل، كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة. كما أظهرت النتائج أن التحكم الكامل في العوامل الثمانية أدى إلى:
- انخفاض خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 40%
- تراجع وفيات السرطان بنسبة 39%
- انخفاض وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 53%
- تقليل خطر الوفاة لأسباب أخرى بنسبة 29%
وفي المقابل، فإن المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين تمكنوا من ضبط أربعة عوامل على الأقل لم يكونوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بغير المصابين.
دعوة لتبني نهج علاجي شامل
وتدعم هذه النتائج التحول نحو إستراتيجية علاجية متعددة الأبعاد لإدارة ارتفاع ضغط الدم، حيث لا يجب الاكتفاء بمراقبة الضغط فقط، بل ينبغي تضمين الوزن، ومستويات السكر والكوليسترول، ووظائف الكلى، ومعدل النشاط البدني، والإقلاع عن التدخين ضمن خطة العلاج.
وتوصي الدراسة بضرورة تحديث الإرشادات الطبية لتشمل هذه الجوانب، مع تعزيز وعي المرضى وتمكينهم من الوصول إلى الموارد والدعم اللازم لتحقيق تلك الأهداف.
ورغم أهمية النتائج، شدد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات التطبيقية لاختبار فعالية هذه الإستراتيجيات ضمن أنظمة صحية مختلفة، ومع شرائح سكانية متنوعة.