الأخبار العالمية

حماس تؤكد استعدادها للتفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى مقابل إنهاء الحرب على غزة

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنها تلقت عبر الوسطاء بعض الأفكار التي طرحها الطرف الأميركي بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأكدت الحركة، في بيان لها، استعدادها الفوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث صفقة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين تتولى إدارة القطاع بشكل فوري.

وشددت حماس على أنها على تواصل مستمر مع الوسطاء من أجل تطوير هذه المقترحات وصولاً إلى اتفاق شامل يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنها ترحب بأي جهد من شأنه الإسهام في وقف العدوان الإسرائيلي.

وجاء هذا الموقف تعقيباً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن أن الإسرائيليين قبلوا شروط مقترحه، وأنه وجّه ما وصفه بـ”الإنذار الأخير” إلى حماس للموافقة على صفقة تبادل الأسرى والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

وأكدت الحركة أن أي اتفاق يجب أن يتضمن التزاماً علنياً وصريحاً من إسرائيل، حتى لا يتكرر سيناريو الاتفاقات السابقة التي رفضتها أو تنصلت منها، في إشارة إلى المبادرة التي طرحت في القاهرة بتاريخ 18 أغسطس/آب 2025، والتي وافقت عليها حماس ولم يلتزم بها الاحتلال، بل وواصل عملياته العسكرية وجرائم التطهير العرقي.

كما جدّدت حماس اتهامها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة– بتعطيل جهود الوسطاء من خلال فرض شروط جديدة في كل جولة تفاوضية. وحذرت الحركة من أن استمرار الاحتلال في نهج المماطلة ورفض دفع “أثمان باهظة” سيعني مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، صعّد ترامب من ضغوطه على الحركة، مؤكداً في منشور على منصته (تروث سوشيال) أن الإسرائيليين وافقوا على مقترحه، وحان الوقت ليكون القرار بيد حماس، محذراً من “عواقب جسيمة” في حال رفضت الصفقة، ومعتبراً أن هذا التحذير سيكون الأخير.

ونقلت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية تفاصيل عن المقترح الذي حمله المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث تضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة –48 أسيراً بينهم 20 على قيد الحياة– مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية وآلاف المعتقلين الآخرين، مع وقف عملية “عربات جدعون 2” التي أطلقها الجيش الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة، وفتح مسار تفاوضي جديد بإشراف ترامب لإنهاء الحرب بشكل كامل.

من جانبها، ذكرت صحيفة هآرتس أن الحكومة الإسرائيلية لم تطّلع بشكل رسمي على المقترح الأميركي الجديد، فيما أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل “تدرسه بجدية”، مع اتهام حماس بالتعنت. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسرائيل منحت الضوء الأخضر للمبادرة الأميركية، معتبرة أنها تتوافق إلى حد كبير مع مطالبها.

أما المعارضة الإسرائيلية، فقد طالبت عبر تصريحات بيني غانتس بقبول المقترح فوراً وعدم تفويت الفرصة، حتى لو تطلب الأمر تشكيل حكومة وحدة مؤقتة لدعمه. كما دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى إقرار الصفقة دون تحفظات باعتبارها الأمل الوحيد لعودة أبنائهم.

في المقابل، حذّر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من استمرار العمليات العسكرية، موضحاً أنه لا ضمانات بشأن سلامة الأسرى المحتجزين في غزة في ظل استمرار الحرب، الأمر الذي يزيد الضغوط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق سريع.

وتقدّر إسرائيل وجود 48 أسيراً لديها في غزة، بينما يحتجز الاحتلال أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني يعيشون أوضاعاً مأساوية في السجون الإسرائيلية، وسط اتهامات منظمات حقوقية بارتكاب انتهاكات جسيمة أدت إلى وفاة عدد منهم.

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حربها وحصارها على القطاع بدعم أميركي، تتجاهل الدعوات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، فيما لا تزال ترفض منذ عقود الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

زر الذهاب إلى الأعلى