تقنية مبتكرة.. الموجات فوق الصوتية تطبع موصلات طبية داخل الجسم

كشفت دراسة حديثة عن استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة لطباعة موصلات طبية ثلاثية الأبعاد مباشرة داخل الجسم، في تجربة واعدة تم اختبارها على الحيوانات، ما قد يفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب التجديدي والعلاجات الدقيقة.
وبحسب ما نُشر يوم الخميس في دورية Science، فقد طور باحثون طريقة تعتمد على حبر حيوي حساس للموجات فوق الصوتية يُحقن عبر إبرة أو قسطرة، ثم يتم تنشيطه بواسطة موجات فوق صوتية موجهة بدقة، لتسخينه بشكل موضعي إلى درجة حرارة أعلى قليلاً من حرارة الجسم، ما يؤدي إلى تحوله إلى هلام قابل للطباعة بأشكال مخصصة.
علاج السرطان.. نموذج واعد
تتيح هذه التقنية تشكيل الموصلات داخل الجسم بمرونة عالية، مع إمكانية توظيفها في توصيل الأدوية أو استبدال الأنسجة التالفة. وفي إحدى التجارب، تمكن الباحثون من طباعة مادة هلامية محملة بدواء كيميائي داخل مثانة فأر، واستهداف خلايا سرطانية بدقة. وأظهرت النتائج فعالية ملحوظة، حيث تم تسجيل معدل أعلى لموت الخلايا السرطانية مقارنة بالحيوانات التي تلقت الدواء عبر الحقن التقليدي.
خطوة نحو التجارب البشرية
وقال الدكتور وي كاو، الباحث الرئيسي من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في بيان صحفي:
“لقد أظهرنا بالفعل إمكانية طباعة هلاميات حيوية محملة بالأدوية لعلاج الأورام في نماذج حيوانية صغيرة. ونأمل أن ننتقل قريبًا إلى التجارب على حيوانات أكبر، تمهيدًا لتطبيق التقنية على البشر في المستقبل القريب.”
تحديات قائمة وتحسينات ضرورية
رغم النتائج المبشرة، أشار تعليق علمي نُشر مع الورقة البحثية إلى بعض التحديات التي تواجه التقنية، خاصة عند الطباعة على الأعضاء التي تشهد تمددًا وانقباضًا مستمرين، مثل القلب والرئتين والمعدة. وكتب مؤلفو التعليق:
“تظل الطباعة على الأعضاء المتحركة تحديًا هندسيًا كبيرًا، ويتطلب تحسينات إضافية لضمان الدقة والفعالية.”
مراقبة فورية ودقة عالية
من أبرز مزايا هذه التقنية قدرتها على التصوير اللحظي باستخدام الموجات فوق الصوتية، مما يتيح للأطباء متابعة العملية في الوقت الحقيقي وضبط شكل المواد المطبوعة حسب الحاجة الطبية، وهو ما يمنحها ميزة كبرى مقارنة بالتقنيات التقليدية التي تفتقر لهذه المرونة.
هذه التقنية، التي تجمع بين الطباعة الحيوية والموجات فوق الصوتية، تمثل ثورة محتملة في مجال الطب الداخلي، وتبشر بعلاجات أكثر دقة وفعالية، خاصة في حالات الأورام والأنسجة التالفة التي يصعب الوصول إليها بالجراحة التقليدية.