الأخبار العالمية

تغييرات مفاجئة بصفوف الدبلوماسيين الأميركيين مع تصاعد مساعي دمج “قسد” في الدولة السورية

سُرِّح عدد من كبار الدبلوماسيين الأميركيين المكلّفين بالملف السوري خلال الأيام الأخيرة، في خطوة جاءت بالتوازي مع مساعي واشنطن لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن هيكلية الدولة المركزية في دمشق، وفق ما نقلته وكالة رويترز، اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة.

وأوضحت المصادر أن الدبلوماسيين المسرّحين كانوا يعملون ضمن منصة سوريا الإقليمية، وهي البعثة الأميركية الفعلية إلى سوريا ومقرها إسطنبول، وكانوا يرفعون تقاريرهم مباشرة إلى توماس برّاك، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والمستشار المقرّب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ونقل عن مصدر دبلوماسي أميركي أن بعض الموظفين في المنصة أُبلغوا بانتهاء مهماتهم في إطار إعادة هيكلة الفريق، مؤكداً أن هذه التغييرات لن تؤثر على توجهات السياسة الأميركية تجاه سوريا، وأنها لا تعود إلى خلافات مباشرة بين الموظفين وبرّاك أو البيت الأبيض.

غير أن دبلوماسياً غربياً أشار إلى أن أحد أسباب هذه الإقالات يعود إلى تباين في وجهات النظر بين الفريق الدبلوماسي وبرّاك بشأن مستقبل قوات سوريا الديمقراطية، التي تتزعمها وحدات حماية الشعب الكردية، وعلاقتها بالرئيس السوري أحمد الشرع، من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية.

ووفقاً للمصادر، التي شملت دبلوماسيين غربيين ومطلعين مقيمين في الولايات المتحدة، فإن هذه القرارات صدرت بشكل مفاجئ وغير طوعي الأسبوع الماضي. وفي المقابل، رفض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية التعليق على ما وصفه بأنه “قرارات إدارية داخلية”، مؤكداً أن الطاقم الأساسي المعني بالملف السوري يواصل عمله من مواقع مختلفة.

ومنذ تعيينه في مايو/أيار الماضي، يقود برّاك تحولات جوهرية في السياسة الأميركية حيال سوريا، قائمة على دعم دولة موحدة تحت قيادة أحمد الشرع، الذي تسلّم السلطة عقب إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول المنصرم. ويشغل برّاك بالتوازي منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا.

وفي هذا السياق، دعا برّاك قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، إلى الإسراع في المصادقة على اتفاق مارس/آذار مع الشرع، والذي يقضي بإخضاع المناطق التي تسيطر عليها لسلطة الدولة المركزية، ودمج عناصرها في أجهزة الأمن الرسمية.

ورغم ذلك، تتمسك قسد بمطلب إقامة إدارة ذاتية واسعة الصلاحيات، ترى أنها ثمرة سنوات من الحرب ضد تنظيم الدولة. ومنذ إغلاق السفارة الأميركية في دمشق عام 2012، مثّلت منصة سوريا الإقليمية في إسطنبول البعثة الدبلوماسية الفعلية للولايات المتحدة إلى سوريا، مع مكاتب فرعية في مناطق أخرى من المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى