تكنولوجيا

تطورات الذكاء الاصطناعي: كيف يواجه مساعد أليكسا التحديات الجديدة بعد صعود شات جي بي تي؟

في عام 2023، أحدثت “أوبن إيه آي” تغييرًا جذريًا في عالم التقنية بإطلاقها نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي “شات جي بي تي”، ليصبح أحد أبرز الأدوات التي تقارن بجوجل وبعض المهام البشرية. رغم ذلك، كان هناك عنصر آخر غير قادر على مواجهة هذا التقدم، حيث استحوذت “أوبن إيه آي” على الصدارة في نماذج الدردشة الفورية، منافسةً “أليكسا”، المساعد الشخصي الذكي الذي كانت “أمازون” قد أطلقته في 2011.

في جوهرها، توفر “أليكسا” إجابات بسيطة لبعض الأسئلة، وتؤدي وظائف منزلية مثل تعديل درجة الحرارة أو تقديم قائمة المشتريات، بالإضافة إلى تقديم بعض المعلومات المتعلقة بالطقس والرياضة. ولكن “شات جي بي تي” قدم نموذجًا أوسع وأكثر تطورًا، مما أدى إلى تراجع مكانة “أليكسا” وسط المنافسة في مجال المساعدين الذكيين، مما دفع “أمازون” إلى البحث عن حلول لتطوير “أليكسا” لتواكب التطور في الذكاء الاصطناعي.

جاءت فكرة “أليكسا إيه آي” أو “أليكسا جي بي تي” لتعكس هذا التحول، حيث تسعى “أمازون” لتطوير نموذج ذكي يوازي قدرات “شات جي بي تي”. ورغم أن الشركة كانت تأمل في إطلاق هذا النموذج في 2024، إلا أن العقبات التقنية دفعتها لتأجيل الخطة إلى عام 2025 وما بعده.

تعود فكرة “أليكسا” إلى عام 2011، عندما طلب جيف بيزوس من فريق تطوير المنتجات في “أمازون” بناء جهاز يعمل بتقنيات تحليل الصوت والذكاء الاصطناعي، حيث كان الهدف توفير جهاز يمكنه التفاعل الصوتي مع المستخدم دون الحاجة لمعالجة محلية للمعلومات. وكان هذا التطور يعكس تفوق “أمازون” على “سيري”، المساعد الشخصي من “آبل”، حيث كانت “أليكسا” متاحة على عدة أجهزة دون الحاجة إلى الضغط على زر.

في عام 2014، أطلقت “أمازون” جهاز “إيكو”، الذي أصبح بمثابة ركيزة لتوسيع استخدام “أليكسا”، حيث تحقق مبيعات ضخمة وتوسع فريق التطوير بشكل كبير. لكن على الرغم من الابتكار الكبير، كانت “أليكسا” تعتمد على قاعدة بيانات محدودة، حيث كانت توفر إجابات مستندة إلى الأسئلة والإجابات المدخلة مسبقًا.

على الرغم من التشابه مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، كانت “أليكسا” تفتقر إلى بعض القدرات الأساسية مثل الوصول إلى الإنترنت بشكل مباشر للحصول على المعلومات أو توليد نصوص معقدة مثل “شات جي بي تي”. مما جعل هذا النظام يبدو محدودًا مقارنةً بما قدمه الذكاء الاصطناعي الحديث، وبالتالي كان من الضروري تطوير “أليكسا” لمنافسة أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى.

في البداية، حاولت “أمازون” تطوير نموذج لغوي داخلي استنادًا إلى تقنية “إل إل إم” (LLM)، إلا أن النتائج لم تكن مرضية. ولحل هذه المشكلة، قررت الشركة التعاون مع “آنثروبيك”، الشركة المطورة لنموذج “كلود”، بعد استثمار أكثر من 4 مليارات دولار، بهدف تعزيز قدرات “أليكسا” بالذكاء الاصطناعي المتقدم.

اليوم، تمتلك “أمازون” أكثر من 18 منتجًا معززًا بـ”أليكسا”، من بينها أجهزة منزلية ذكية وتلفزيونات ومكبرات صوت. وتقدر مبيعات “أليكسا” بـ100 مليون جهاز، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجية “أمازون” لزيادة أرباحها. لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، يتعين على “أمازون” تسريع عملية التطوير، وإلا فإن جهودها السابقة قد تصبح غير مجدية.

زر الذهاب إلى الأعلى